(٢) فوجه مروان إلى عبد الله بن جعفر فقرأ عليه كتاب معاوية وأعلمه بما فى رد الألفة من صلاح ذات البين واجتماع الدعوة، فقال عبد الله: إن خالها الحسين بينبع، وليس ممن يفتات عليه بأمر، فأنظرنى إلى أن يقدم، وكانت أمها زينب بنت على بن أبى طالب صلوات الله عليه، فلما قدم الحسين ذكر ذلك له عبد الله بن جعفر، فقام من عنده، فدخل إلى الجارية فقال: يا بنية إن ابن عمك القاسم ابن محمد بن جعفر ابن أبى طالب أحق بك، ولعلك ترغبين فى كثرة الصداق، وقد نحلتك البغيبغات (انظر ص ٥٢٩ من الجزء الأول) فلما حضر القوم للإملاك تكلم مروان بن الحكم فذكر معاوية وما قصده من صلة الرحم وجمع الكلمة، فتكلم، الحسين فزوجها من القاسم، فقال له مروان: أغدرا يا حسين؟ فقال: أنت بدأت، خطب أبو محمد الحسن بن على عليه السلام عائشة بنت عثمان بن عفان، واجتمعنا لذلك، فتكلمت أنت فزوجتها من عبد الله بن الزبير، فقال مروان ما كان ذلك، فالتفت الحسين إلى محمد بن حاطب فقال: أنشدك الله أكان ذاك؟ قال: اللهم نعم.