للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفظعنى (١) ما رأيت فى الأمير- أعزّه الله- من أثر هذه الرزية، التى تكاد أن تكون أشبه بالنعم، منها بالرزايا لما وفّر الله للأمير- إن شاء الله- من ثوابها له، وحاطه من بعدها فى نفسه، فإن حياة الأمير- أعزه الله- حياة لأهله وذوى نائله، بعد الذى جعل الله للدين والخلافة والعز بسلامته، وللأمة من جمال مكانه وموضعه، فوفّره الله لأمير المؤمنين، ولا نقصه، وتولّاه بحسن المدافعة عنه، والحياطة له، ولا أراه سوءا فى نفس، ولا حميم بقدرته، وأعاذ الأمير من المكاره، وأعاذنا فيه منها، إنه ولى قدير».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣١٦)

[٣٢ - جواب تعزية له]

وللحسن بن وهب جواب تعزية عن ابنه، إلى الطائى (٢) الشاعر:

«أمتعنى الله بما وفّر علىّ من موافقتك، وبلوغ الوطر كل الوطر من استتمام اليد عليك، وإحاطة الملك لك، زاد الله فى النعمة عندك بطول حياتك، وتراقى أيامك، وغفلة الدهر عنك وعن حظى منك.

كتابى، بأبى أنت وأمى، وطارفى وتلادى، وكتابك فى يدى، وفلان عندى، ونحن نصعّد ونصوّب فى الشعر العجيب، الذى أنفذته فى درجه (٣)، وبيننا من ذكرك أطيب من روائح الرياض غبّ القطر، والحال سارّة، والعافية شاملة بحمد الله على النعمة، ونسأله أحسن النّماء والزيادة، وذكرت مشاركتك (٤) إياى فى المصيبة، وما كان أحوجنى- حين طرقت بها الأيام- إلى أن تكون حاضرا، فتؤيّد ضعفا،


(١) أفظعه: وجده فظيعا، أى شق عليه وأحزنه.
(٢) المفهوم منه أنه أبو تمام حبيب بن أوس الطائى، الشاعر العباسى المعروف.
(٣) فى درجه: أى فى طيه.
(٤) فى الأصل «مشاورتك» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>