للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٢٧ - كتاب مروان بن الحكم إلى معاوية وإلى يعلى بن منية]

وروى ابن أبى الحديد عن الزبير بن بكّار قال:

لما حصر عثمان أبرد مروان بن الحكم بخبره (١) بريدين: أحدهما إلى الشأم، والآخر إلى اليمن- وبها يومئذ يعلى بن منية- ومع كل واحد منهما كتاب فيه:

«إن بنى أميّة فى الناس كالشّامة (٢) الحمراء، وإن الناس قد قعدوا لهم برأس كلّ محجّة (٣)، وعلى كل طريق، فجعلوهم مرمى العرّ والعضيهة (٤)، ومقذف القشب والأفيكة (٥)، وقد علمتم أنها لم (٦) تأت عثمان إلا كرها تجبذ من ورائها، وإنى خائف- إن قتل- أن تكون من بنى أمية بمناط الثريّا (٧)، إن لم نصر كرصيف (٨) الأساس المحكم، ولئن وهى (٩) عمود البيت لتتداعينّ جد رانه، والذى عيب عليه إطعامكما (١٠) الشام واليمن، ولا شكّ أنكما تابعاه (١١) إن لم تحذرا، وأما أنا فمساعف كلّ مستشير، ومعين كل مستصرخ (١٢)، ومجيب كلّ داع،


(١) البريد: الرسول، ومنه قول بعض العرب: الحمى بريد الموت أى رسوله، وقيل:
البريد البغلة المرتبة فى الرباط، ثم سمى به الرسول المحمول عليها، ثم سميت به المسافة التى تقطعها، وقد أبرد إليه فهو مبرد أى أرسل.
(٢) الشامة: علامة تخالف البدن الذى هى فيه.
(٣) المحجة: الطريق الواضح.
(٤) عره كنصره: ساءه، وعره بشر: لطخه به، وفى الأصل «العز» وهو تصحيف، والعضيهة: البهيتة، وهى الإفك والبهتان، عضهه كمنعه عضها وعضيهة:
قال فيه ما لم يكن.
(٥) القشب: الإصابة بالمكروه المستقذر، والافتراء، قشبه بالقبيح كضرب:
لطخه به وعيره وذكره بسوء، والأفيكة: الكذب.
(٦) الضمير فى أنها للخلافة، وكذا فى تكون، وتجبذ: تجذب.
(٧) ناط الشئ نوطا: علقه، وهو منى مناط الثريا أى بعيد.
(٨) رصيف: فعيل بمعنى مفعول. وهو من إضافة الصفة للموصوف. أى كالأساس المرصوف بعضه إلى بعض، والمعنى: إن لم نتماسك كالبنيان المرصوف.
(٩) وهى: ضعف.
(١٠) أى أنه ولا كما الشام واليمن وتركهما طعمة لكما.
(١١) أى صائران إلى مصيرة.
(١٢) استصرخه: استغاثه

<<  <  ج: ص:  >  >>