وكان هشام إذا أراد أمرا أمر الأبرش فكتب به إلى خالد، فكتب الأبرش:
«إنه بلغ أمير المؤمنين أن عبد الرحمن بن ثويب الضّنّى- ضنّة سعد إخوة عذرة بن سعد- قام إليك فقال: يا خالد، إنى لأحبّك لعشر خصال: إن الله كريم وأنت كريم، والله جواد وأنت جواد، والله رحيم وأنت رحيم، والله حليم وأنت حليم، حتى عد عشرا، وأمير المؤمنين يقسم بالله: لئن تحقّق عنده ذلك ليستحلّنّ دمك، فاكتب إلىّ بالأمر على وجهه، لأخبر به أمير المؤمنين».
[٤٥٨ - رد خالد عليه]
فكتب إليه خالد:
«إن ذلك المجلس كان أكثر أهلا من أن يجوز لأحد من أهل البغى والفجور أن يحرّف ما كان فيه إلى غيره، فأمّ إلىّ عبد الرحمن بن ثويب، فقال: «يا خالد:
إنى لأحبك لعشر خصال: إن الله كريم يحب كل كريم، والله يحبّك، وأنا أحبّك لحبّ الله إياك، حتى عدد عشر خصال»، ولكن أعظم من ذلك قيام ابن شقىّ الحميرى إلى أمير المؤمنين، وقوله يا أمير المؤمنين: خليفتك فى أهلك أكرم عليك أم رسولك؟
فقال أمير المؤمنين بل خليفتى فى أهلى، فقال ابن شقى: فأنت خليفة الله ومحمد رسوله- صلى الله عليه وسلم- ولعمرى لضلالة رجل من بجيلة إن ضلّ أهون على العامّة والخاصّة من ضلال أمير المؤمنين».