فبلغ عليّا كتاب معاوية إلى أبى موسى الأشعرى، فكتب إليه:
«سلام عليك، أما بعد، فإنك امرؤ ضلّلك الهوى، واستدرجك الغرور، فإنه من استقال الله أقاله، حقّق بك حسن الظن لزومك بيت الله الحرام غير حاجّ ولا قاطن، فاستقل الله يقلك عثرتك، إن الله يغفر ولا يغفل، وأحبّ عباده إليه التوابون».
وكتبه سماك بن حرب.
(العقد الفريد ٢: ٢٣٩، والإمامة والسياسة ١: ١٠٣)
٤٦٢ - رد أبى موسى على علىّ
فكتب إليه أبو موسى:
«سلام عليك، أما بعد فو الله لولا أنى خشيت أن يئول منع الجواب إلى أعظم مما فى نفسك، لم أجبك، لأنه ليس لى عندك عذر ينفعنى، ولا قوة تمنعنى، وأما لزومى بيت الله الحرام غير حاجّ ولا قاطن، فإنى أسلمت أهل الشأم، وانقطعت عن أهل العراق، وأصبت أقواما صغّروا من ذنبى ما عظّمتم، وعظّموا من حقى ما صغرتم، فأقمت بين أظهرهم إذ لم يكن لى منكم ولىّ ولا نصير».
(العقد الفريد ٢: ٢٣٩، والإمامة والسياسة ١: ١٠٣)
[٤٦٣ - كتاب أبى موسى إلى عامر بن عبد القيس]
وكتب أبو موسى الأشعرى إلى عامر بن عبد القيس:
«أما بعد، فإنى عاهدتك على أمر، وبلغنى أنك تغيرت، فإن كنت على ما عاهدتك فاتّق الله ودم، وإن كنت على ما بلغنى فاتق الله وعد».