للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢١ - كتاب الحسن بن وهب إلى ابن الزيات]

وروى أنه دامت الأمطار بسرّ من رأى، فتأخر الحسن بن وهب عن محمد ابن عبد الملك الزيات، وهو يومئذ وزير، والحسن يكتب له، فاستبطأه محمد، فكتب إليه الحسن يقول:

أوجب العذر فى تراخى اللّقاء ... ما توالى من هذه الأنواء (١)

لست أدرى ماذا أقول وأشكو ... من سماء تعوقنى عن سماء (٢)

غير أنى أدعو على تلك بالثّكل ... وأدعو لهذه بالبقاء (٣)

فسلام الإله أهديه غضّا ... لك منى يا سيّد الوزراء (٤)

(الأغانى ٢٠: ٥٤ والعقد الفريد ٢: ١٩٣)

[٢٢ - كتاب الحسن بن وهب إلى ابن الزيات]

واعتلّ الحسن بن وهب فتأخر عن محمد بن عبد الملك أياما كثيرة، فلم يأنه رسوله، ولا تعرّف خبره (٥)، فكتب إليه الحسن:

أيّها ذا الوزير أيّدك الله ... وأبقاك لى بقاء طويلا

أجميلا تراه، يا أكرم النا ... س لكيما أراه أيضا جميلا

أنّنى قد أقمت عشرا عليلا ... ما ترى مرسلا إلىّ رسولا


(١) الأنواء جمع نوء بالفتح: وهو سقوط نجم من المنازل فى المغرب مع الفجر، وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته، وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها، وقيل إلى الطالع، فتقول «مطرنا بنوء كذا».
(٢) السماء الأولى: المطر، والسماء الثانية يريد بها الوزير.
(٣) الثكل: الموت والهلاك.
(٤) الغض: الناضر.
(٥) هذه رواية الأغانى، وفى العقد الفريد: «وكان شاعر يختلف إلى يحيى بن خالد بن برمك ويمتدحه، فغاب عنه أياما لعلة عرضت له فلم يفتقده يحيى، ولم يسأل عنه، فلما أفاق الرجل من علته كتب إليه ... الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>