للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن رجعنا إليها عشنا بها، ولعمرى إن عندك من لا تذمّ معيشته، ولا تذمّ له (١) فإن كان ذلك فلم نفتح قفلك، ولم نشر كك فى عملك».

(صبح الأعشى ٦: ٤٧٧، والعقد الفريد ١: ٦١)

[١٨٣ - رد عمر على عمرو بن العاص]

فكتب إليه عمر:

«أما بعد، فإنى والله ما أنا من أساطيرك التى تسطّر (٢)، ونسقك الكلام فى غير مرجع، لا يغنى عنك أن تزكّى نفسك، وقد بعثت إليك محمد بن مسلمة فشاطره مالك، فإنكم أيها الرّهط الأمراء جلستم على عيون (٣) المال لم يفزعكم عذر، تجمعون لأبنائكم، وتمهدون لأنفسكم، أما إنكم تجمعون العار، وتورّثون الثار، والسلام».

(العقد الفريد ١: ١٦)

رواية ثانية

ورويت هذه المكاتبات بصورة ثانية، وهى:

كتب عمر إلى عمرو بن العاص:

«إنه قد فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان لم يكن حين وليت مصر».

فكتب إليه عمرو:


(١) فى هذه العبارة وما بعدها تحريف فى صبح الأعشى والعقد، وقد أصلحتها بما يستقيم به المعنى وسيتضح لك المراد حينما تقرأ الروايات التالية.
(٢) الأساطير: الأباطيل والأحاديث لا نظام لها جمع إسطار وإسطير بالكسر وأسطور بالضم وبالهاء فى الكل؛ وقيل جمع أسطار بالفتح وأسطار جمع سطر، وسطر فلان علينا: أتانا بالأساطير وفى الأصل: «من أساطيرك أتسطر» وهو تحريف، ونسق الشى كنصر نسقا ونسقه: نظمه على السواء، وربما كان الأصل «وتشقيقك الكلام» كما سيأتى فى الرواية الثالثة فى غير مرجع، أى فى غير فائدة. يقال رجع كلامى فيه أى أفاد، وهو متعلق بنسقك وخبر ما محذوف أى فى شئ كما سيأتى.
(٣) أى خياره.

<<  <  ج: ص:  >  >>