أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، «وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ» فإذا شهدتم بذلك حرمت علينا دماؤكم وأموالكم، وكنتم إخواننا فى ديننا، وإن أبيتم فأقرّوا لنا بإعطاء الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإن أبيتم سرت إليكم بقوم هم أشد حبّا للموت منكم للحياة ولشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، ثم لا أرجع عنكم إن شاء الله حتى أقتل مقاتلتكم، وأسبى ذراريّكم».
(فتوح الشأم ص ٢١٩)
[١٤١ - كتاب أبى عبيدة إلى عمر]
وكتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنهما حين أظهره الله على أهل اليرموك وخرج يطلبهم:
«بسم الله الرحمن الرحيم. لعبد الله عمر أمير المؤمنين من أبى عبيدة بن الجراح، سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد: فالحمد لله الذى أهلك المشركين، ونصر المسلمين، وقديما ما تولّى الله أمرهم، وأظهر فلجهم، وأعزّ دعوتهم، فتبارك الله رب العالمين.
أخبر أمير المؤمنين- أكرمه الله- أنّا لقينا الروم، وهم فى جموع لم تلق العرب مثلها جموعا قطّ، فأتوا وهم يرون أن لا غالب لهم من الناس أحد، فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا ما قوتل المسلمون مثله فى موطن قطّ، ورزق الله المسلمين الصبر، وأنزل عليهم النصر، فقتلهم الله فى كل قرية، وكل شعب (١)، وكل واد وجبل وسهل، وغنم المسلمون عسكرهم، وما كان فيه من أموالهم ومتاعهم، ثم إنى أتبعتهم بالمسلمين حتى بلغت أقاصى بلاد الشأم، وقد بعثت إلى أهل الشأم عمّالى، وقد بعثت إلى أهل إيلياء أدعوهم إلى الإسلام، فإن قبلوا وإلّا فليؤدّوا إلينا الجزية عن يد وهم صاغرون،