للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقدم يوسف العراق، فأخذ خالدا وعمّاله وحبسه وحاسبه وعذّبه، ثم قتله (١) فى خلافة الوليد بن يزيد سنة ١٢٦ هـ.

(تاريخ الطبرى ٨: ٢٥٣، ووفيات الأعيان ٢: ٣٦٠)

[٤٦١ - بين يوسف بن عمر وهشام]

وروى الطبرى قال:

لما قدم يوسف بن عمر العراق قال: أشيروا على برجل أولّيه خراسان، فسمّوا له جماعة، فكتب بأسمائهم إلى هشام، وأطرى القيسيّة، وجعل آخر من كتب اسمه نصر بن سيّار الكنانىّ، فقال هشام: ما بال الكنانىّ آخرهم! وكان فى كتاب يوسف إليه: «يا أمير المؤمنين: نصر بخراسان قليل العشيرة» فكتب إليه هشام:

«قد فهمت كتابك وإطراءك القيسيّة، وذكرت نصرا وقلة عشيرته، فكيف يقلّ من أنا عشيرته؟ ولكنك تقيّست علىّ، وأنا متخندف (٢) عليك، ابعث


(١) حدث رجل شهد قتله قال: شهدت خالدا حين أتى به يوسف، فدعا بعود فوضع على قدميه، ثم قامت عليه الرجال حتى كسرت قدماه، فو الله ما تكلم ولا عبس ثم على ساقيه حتى كسرتا، ثم على فخذيه، ثم على حقويه، ثم على صدره، حتى مات، فو الله ما تكلم ولا عبس- انظر تاريخ الطبرى ٩: ٢١، وانظر أيضا وفيات الأعيان ١: ١٧٠.
(٢) جميع قبائل مضر بن نزار يجمعها قيس وخندف، وذلك أن مضر ولد إلياس والناس (وهو عيلان) فولد عيلان: قيس بن عيلان، وولد إلياس: عمرا (وهو مدركة) وعامرا (وهو طابخة) وعميرا (وهو قمعة بالتحريك) وأمهم خندف كزبرج وهى ليلى بنت حلوان بن عمران، فجميع ولد إلياس بن مضر من خندف، ولذلك يقال لهم خندف لأنها أمهم وإليها ينسبون، ومن بطون خندف كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، ومن بطون كنانة: قريش وهم بنو النضر بن كنانة، (ولا يغيب عنك أن هشام بن عبد الملك من بنى أمية، وأن بنى أمية من قريش) ومن بطون كنانة أيضا: بنو جندع (كبرقع) ابن ليث بن بكر بن عبد مناة، ومن بنى جندع نصر بن سيار- انظر العقد الفريد ج ٢: ص ٤٧ - وقد صاغ هشام فى كتابه من قيس وخندف الكلمتين: «تقيست ومتخندف» والمعنى: أنك ملت إلى جانب القيسية وأطريتهم، وأنا أؤيد الخندفية وأرجح كفتهم وأتخير الأمير منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>