«إن حقّ الأولياء على السلطان تنفيذ أمورهم، وتقويم أودهم، ورياضة أخلاقهم، وأن يميّز بينهم: فيقدّم محسنهم، ويؤخر مسيئهم، ليزداد هؤلاء فى إحسانهم، ويزدجر هؤلاء عن إساءتهم».
وفصل له:
«إن من أعظم الحق حقّ الدين، وأوجب الحرمة حرمة المسلمين، فحقيق لمن راعى ذلك الحقّ، وحفظ تلك الحرمة، أن يراعى له، حسب ما رعاه الله، ويحفظ له، حسب ما حفظ الله على يديه».
وفصل له:
«إن الله أوجب لخلفائه على عباده حقّ الطاعة والنصيحة، ولعبيده على خلفائه بسط العدل والرأفة، وإحياء السّن الصالحة، فإذا أدى كلّ إلى كلّ حقّه، كان ذلك سببا لتمام المعونة، واتصال الزيادة، واتّساق الكلمة، ودوام الألفة».
(العقد الفريد ٢: ١٩٨)
[٥٦ - كتاب لابن الزيات]
وتوسّل رجل إلى رجل بمحمد بن عبد الملك الزيات وادّعى قرابته منه، وبلغ ذلك محمدا، فكتب إلى المتوسّل إليه:
«بلغنى أن رجلا ادّعى قرابتى، وأورد عليك كتابا ذكر أنه منى، وما أنكر أن ينتفع بى من توسّل بنسبى، إلا أنه من ادّعى قرابة ولا قرابة له، كان استعمال الشفاعة فى أمره أولى».