«إنّ الشّيطان لكم عدوّ فاتّخذوه عدوّا إنّما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير».
وإنى أنفذت إليكم فلانا فى جيش من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، وأمرته ألا يقاتل أحدا ولا يقتله، حتى يدعوه إلى داعية الله، فمن استجاب له وأقرّ وكفّ وعمل صالحا، قبل منه وأعانه عليه، ومن أبى أمرته أن يقاتله على ذلك، ثم لا يبقى على أحد منهم قدر عليه، وأن يحرّقهم بالنيران، ويقتلهم كلّ قتلة، وأن يسبى النساء والذارىّ، ولا يقبل من أحد إلا الإسلام، فمن اتبعه فهو خير له، ومن تركه فلن يعجز الله.
وقد أمرت رسولى أن يقرأ كتابى فى كل مجمع لكم، والداعية الأذان، فإذا أذّن المسلمون فأذّنوا كفّوا عنهم، وإن لم يؤذّنوا عاجلوهم، وإذن أذّنوا سألوهم ما عليهم، فإن أبوا عاجلوهم، وإن أقرّوا قبل منهم وحملهم على ما ينبغى لهم».
(تاريخ الطبرى ٣: ٢٢٦، وصبح الأعشى ٦: ٣٨٤)
[٥٩ - كتابه لأمراء جيوش الردة]
وعقد رضى الله عنه أحد عشر لواء لمحاربة المرتدين، وكتب لأمراء الجيوش عهدا، هذا نصه:
«بسم الله الرحمن الرحيم: هذا عهد من أبى بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لفلان ... حين بعثه فيمن بعثه لقتال من رجع عن الإسلام، عهد إليه أن يتّقى الله ما استطاع فى أمره كلّه، سرّه وعلانيته، وأمره بالجدّ فى أمر الله، ومجاهدة من تولّى عنه، ورجع عن الإسلام إلى أمانىّ الشيطان، بعد أن يعذر إليهم، فيدعوهم