للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجرى فيتصرّف معه، وقع ذلك بالهوى أو خالفه، ولئن كانت هذه حالى فى الوحشة، إنّ أكثر ذلك وأوفره لفراقك وما بعدنا من الأنس بك، فأسأل الله أن يهب لنا اجتماعا عاجلا فى سلامة من الأبدان والأديان، وغبطة من الحال، وغنى عن المطالب برحمته».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٧٥)

[١٦١ - كتاب له فى الشوق]

«كتابى والله يعلم كيف وحشتى لك، لا أوحشك الله من نعمه، ولا فرّق بينك وبين عافيته، وكان مما زاد فى الوحشة أنها جاوزت الأمل المتمكّن فى الأنس بقرب الدار، وتدانى المزار، بحمد الله عز وجلّ على نعمه، ونستديمه لك ولنا فيك أجمل بلائه، ونسأله ألّا يخليك من شكره ومزيده، ولو كنت فى كل يوم أكتب إليك كتابا، بل لو شخصت نحوك قاصدا، لكان ذلك دون الحق، ولكنى غلق (١) بما تعلم من العمل، وأكره أن أتابع كتبى فأسلك سبيلا من سبل الثّقل، وأقف بمنزلة توسّط، أرجو أن أسلم بها من الجفاء والإبرام (٢)، وأنا وإن أبقيت عليك من الزيادة فى شغلك، فلست بممتنع من مسألتك التطول بتعريفى جملة من خبرك أسكن إليها، وأعتدّ بالنعمة وأحمد الله عليها».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٧٥)

[١٦٢ - كتاب آخر]

«كتابك ليس من الحق أن أسألكه فى كل ما نفذ لى رسول، ومن الجفاء (٣) أن أعفيك منه فى كل وقت، ولكن اسلك بنا سبيلا بين السبيلين نخرج نحن وأنت بها من حدّ المبرمين، وتخرج أنت بها من حدّ الجفاء».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٧٥)


(١) من غلق الرهن: إذا لم يفتكك فى الوقت المشروط، والمعنى أنى مقيد بقيود من العمل لا أحل منها، مرهق بالشواغل الجمة التى ملكت على أوقاتى.
(٢) أبرمه: أضجره.
(٣) فى الأصل «رسول من الجفاء ... ».

<<  <  ج: ص:  >  >>