للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا تدع إعلامى بما يكون بحضرتك، مما النظر فيه للأمة صلاح، فإنك بذلك جدير، وهو حق واجب لله عليك، والسلام».

(العقد الفريد ٢: ٢٤٢، وتاريخ الطبرى ٦: ٨١)

[٥٣٧ - كتاب على إلى ابن عباس]

وكتب علىّ إلى ابن عباس:

«أما بعد: فإنه قد بلغنى عنك أمر، إن كنت فعلته فقد أسخطت ربك، وعصيت إمامك، وأخزيت أمانتك، وخنت المسلمين.

بلغنى أنك جردت (١) الأرض، فأخذت ما تحت قدميك، وأكلت ما تحت يديك، فارفع إلىّ حسابك، واعلم أن حساب الله أعظم من حساب الناس، والسلام».

(العقد الفريد ٢: ٢٤٢، ونهج البلاغة ٢: ٤٦)

٥٣٨ - رد ابن عباس على علىّ

فكتب إليه ابن عباس:

«أما بعد: فإن كل الذى بلغك باطل، وإنى لما تحت يدىّ ضابط قائم له، وعليه حافظ، فلا تصدّق علىّ الضّنين (٢)، والسلام».

(العقد الفريد ٢: ٢٤٢، وتاريخ الطبرى ٦: ٨٢)


(١) أى قشرتها، والمعنى: أخربتها.
(٢) وفى الطبرى «فلا تصدق الظنون» والضنين:
البخيل. وكان أبو الأسود معروفا بالبخل. ومن طريف ما يروى عنه أن رجلا قال له: «أنت والله ظرف لفظ، وظرف علم، ووعاء حلم، غير أنك بخيل» فقال: «وما خير ظرف لا يمسك ما فيه؟ » وسلم عليه أعرابى يوما، فقال أبو الأسود: كلمة مقولة، فقال له: أتأذن فى الدخول؟ قال: وراءك أوسع لك، قال: فهل عندك شئ؟ قال: نعم، قال: أطعمنى، قال: عيالى أحق منك، قال: ما رأيت ألأم منك؟ قال: نسبت نفسك. «أمالى المرتضى ١: ٢١٤» وسمع أبو الأسود رجلا يقول: من يعشى الجائع؟ فعشاه، ثم قام الرجل ليخرج، فقال. هيهات! تخرج فتؤذى الناس كما آذيتنى! ووضع رجله فى الأدهم حتى أصبح. «المحاسن والأضداد ١ ص ٦٩».

<<  <  ج: ص:  >  >>