للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة والسلام، فوربّ السّماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقا (١)، إنه لكما قلت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قرينا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدّقا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله ربّ العالمين، وقد بعثت إليك بابنى أرها بن الأصحم بن أبجر (٢)، فإنّى لا أملك إلا نفسى، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله، فإنى أشهد أن ما تقول حق، والسلام عليك يا رسول الله».

(السيرة الحلبية ٢: ٣٧٠، وتاريخ الطبرى ٣: ٨٩، وصبح الأعشى ٦: ٤٦٦، وأسد الغابة ١: ٦٢، والمواهب اللدنية للقسطلانى «شرح الزرقانى ٣: ٣٩٤»

[٧ - كتابه صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس عظيم القبط]

وبعث صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس (٣) عظيم القبط سنة ست، وبعث معه كتابا يدعوه إلى الإسلام فيه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتّبع الهدى. أما بعد: فإنى أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن تولّيت فإنما عليك إثم القبط. و «يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألّا نعبد إلّا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتّخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون».

(السيرة الحلبية ٢: ٣٧١، وصبح الأعشنى ٦: ٣٧٨، وخطط المقريزى ١:

٢٩، وحسن المحاضرة ١: ٤٣، والمواهب اللدنية للقسطلانى «شرح الزرقانى ٣: ٣٩٧»).

***


(١) الثفروق: قمع التمرة، أو ما يلتزق به قمعها، وما له ثفروق: أى شىء.
(٢) وفى أسد الغابة: «أرمى» بالميم. وفى شرح الزرقانى على المواهب: أرخى. بالخاء أو أريخا، وروى أن النجاشى بعث ابنه فى ستين من الحبشة فى سفينة، فلما كانوا فى وسط البحر غرقت بهم فهلكوا.
(٣) اسمه جريج بن مينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>