للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدّغل (١) عنهم وأصارهم ببركة أمير المؤمنين إلى الأمن والسكون والدّعة والاستقامة والاغتباط والصّنع من الله جل وعز والخيرة والحمد لله على ذلك.

فكتبت إلى أمير المؤمنين- حفظه الله- وليس قبلى داع إلى فتنة، ولا متحرك ولا ساع فى فساد، ولا أحد إلا سامع مطيع باخع (٢) حاضر، قد أذاقه الله حلاوة أمير المؤمنين، ودعة ولايته، فهو يتقلّب فى ظلّها، يغدو فى متجره ويروح فى معايشه، والله ولىّ ما صنع من ذلك، والمتمّم له، والمانّ بالزيادة فيه برحمته.

وأنا أسأل الله أن يهنئ (٣) أمير المؤمنين نعمته، ويتابع له فيها مزيده، ويوزعه (٤) عليها شكره، وأن يجعل منّه لديه متواليا دائما متواصلا، حتى يجمع الله له خير الدنيا والآخرة ولأوليائه وأنصار حقّه ولجماعة المسلمين، ببركته وبركة ولايته ويمن خلافته، إنه ولىّ ذلك منهم وفيّه، إنه سميع لطيف لما يشاء».

وكتب يوم الأحد لأربع بقين من المحرم سنة ١٩٨ هـ

(تاريخ الطبرى ١٠: ٢٠٣)

[٢٠٣ - كتاب طاهر بن الحسين إلى أبى عيسى بن الرشيد]

وروى الصّولى فى أدب الكتاب قال:

وقال طاهر بن الحسين- وهو يحارب الأمين، وكان أبو عيسى بن الرشيد معه- لكتابه: اكتبوا إلى أبى عيسى كتابا تتقربون به إليه وتتباعدون، ولا تطمعوه ولا تؤيسوه، فقالوا: إن رأى الأمير أن يعلمنا كيف ذلك ويحدّه لنا، فقال اكتبوا:

«بسم الله الرحمن الرحيم: حفظك الله وأبقاك وأمتع بك، وعزيز علىّ أن


(١) الدغل: الفساد.
(٢) بخع بالحق كمنع: أقربه وخضع له، كبخع بالكسر.
(٣) يقال هنأنا الله الطعام: أى جعله هنيئا.
(٤) أوزعه الله: ألهمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>