للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال لها «نفّر» فاتبع آثارهم وسل عنهم، فإنهم قد قتلوا رجلا من أهل السّواد مصلّيا، فإذا أنت لحقتهم فارددهم إلىّ، فإن أبوا فناجزهم، واستعن بالله عليهم، فإنهم قد فارقوا الحقّ، وسفكوا الدم الحرام، وأخافوا السبيل، والسلام».

(تاريخ الطبرى ٦: ٦٨، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٦٦)

٤٧٤ - كتاب زياد بن خصفة إلى علىّ

فخرج زياد فتبعهم حتى لحقهم بالمذار (١)، ودعا الخرّيت إلى الدخول فيما خرج منه فأبى، وسأله أن يدفع إليه قتلة الدّهقان، فقال ما إلى ذلك سبيل، فناجزه، واقتتلا قتالا شديدا، وقتل من أصحاب زياد رجلان، وصرع من أصحاب الخرّيت خمسة، وحجز الليل بين الفريقين، فهرب الخريت بمن معه فأتوا الأهواز، وسار زياد إلى البصرة لمداواة الجرحى، وكتب إلى على:

«أما بعد: فإنا لقينا عدوّ الله الناجىّ وأصحابه بالمذار، فدعوناهم إلى الهدى والحق وإلى كلمة السّواء، فلم ينزلوا على الحق، وأخذتهم العزّة بالإثم، وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل، فقصدوا لنا، وصمدنا صمدهم (٢)، فاقتتلنا قتالا شديدا ما بين قائم الظهيرة إلى دلوك (٣) الشمس، فاستشهد منا رجلان صالحان، وأصيب منهم خمسة نفر، وخلّوا لنا المعركة، وقد فشت فينا وفيهم الجراح.

ثم إن القوم لما لبسهم الليل خرجوا من تحته متنكّبين (٤) إلى أرض الأهواز، فبلغنا أنهم نزلوا منها جانبا، ونحن بالبصرة نداوى جراحنا، وننتظر أمرك، رحمك الله، والسلام عليك».

(تاريخ الطبرى ٦: ٧٠، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٦٧)


(١) فى ميسان، بين واسط والبصرة.
(٢) صمد، صمد الأمر: قصده واعتمده.
(٣) أى غروبها.
(٤) تنكب عن الطريق: عدل، وفى ابن أبى الحديد «متنكرين».

<<  <  ج: ص:  >  >>