للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده، وسرورك به كسروره، وسكونك إليه كسكونه، وأحبّ أمير المؤمنين لذلك أن يتابع إليك كتبه بما يعرّفه الله من نعمه وآلائه، وإدامته له السلامة فى بدنه وولده وأهل بيته وشيعته وأنصاره وسائر المسلمين قبله، وفى أطرافه وأقاصيه (١)، فكتب إليك أمير المؤمنين وهو فى سلامة بدنه وسبوغ (٢) نعم الله عليه فى نفسه وكلّ من قبله، وولاية الله إياه بأحسن ما رجا منه، وأمّل من فضله، وانتهت رعيته إليه وما يتناهى إليه ثغوره وأطرافه، من سلامة أهلها، واجتماع كلمتهم، وحسن طاعتهم، وصلاح ذات البين، على أفضل ما لم يزل الله يوليه ويبليه (٣)، ويمتنّ به عليه فى ذلك كله، وأمير المؤمنين يحمد الله على قديم نعمه عنده وحديثها، وباطنها وظاهرها، ويسأله إعانته على التأدية لشكره بها».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٧٣)

[١٦ - كتاب صالح بن على فى السلامة]

وكتب صالح (٤) فى السلامة:

«أصلح الله أمير المؤمنين وحفظه وأمتع به، وأحسن جزاءه، وتولّى له أمر آخرته ودنياه، فإن الله بحمده ونعمته لم يزل يبلى أمير المؤمنين ويعرّفه فى كل ما يقضى إليه، ويعزم له عليه فى أموره: من حسن الصّنع والولاية والحفظ والكفاية والحيطة وإسباغ النعمة، أفضل أمله وأملنا له، وأعظم رجائه ورجائنا فى حسن المدافعة عنه، إلى أن وصل ذلك من نعمه عنده بما توحّد به فى وجهه وسفره: من السلامة، وسبوغ النعمة، وعموم العافية فى نفسه وخاصّته وعامته، وأقدمه منزله ومحلّه معافى مسلّما


(١) فى الأصل «وأوقافه» وهو تحريف.
(٢) أى تمامها.
(٣) الإبلاء: الإنعام والإحسان. أبلاه الله: أنعم عليه.
(٤) يعنى صالح بن على بن عبد الله بن عباس عم السفاح، وقد ولاه السفاح مصر سنة ١٣٢ ثم فلسطين، ثم ولاه مصر ثانية سنة ١٣٦، حتى قدم الخبر بموت السفاح فى ذى الحجة سنة ١٣٦ فأقره المنصور على عمل مصر، ثم خرج إلى فلسطين، ومات وهو عامل حمص بقنسرين- انظر النجوم الزاهرة الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>