فقال عبد الملك: إن علىّ بن الحسين يشرف من حيث يتّضع الناس.
(العقد الفريد ٣: ٢٤٣)
[١٧ - كتاب الحسين بن على إلى معاوية]
وروى ابن أبى الحديد عن المدائنى قال:
قال معاوية يوما لعقيل بن أبى طالب: هل من حاجة فأقضيها لك؟ قال: نعم، جارية عرضت علىّ وأبى أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين ألفا، فأحبّ معاوية أن يمازحه فقال: وما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا، وأنت أعمى تجتزئ بجارية قيمتها خمسون درهما؟ قال: أرجو أن أطأها فتلد لى غلاما إذا أغضبته يضرب عنقك بالسيف، فضحك معاوية وقال: مازحناك يا أبا يزيد، وأمر فابتيعت له الجارية التى أولدها ابنه «مسلما»، فلما أتت على مسلم ثمانى عشرة سنة، وقد مات عقيل أبوه، قال لمعاوية:
يا أمير المؤمنين إن لى أرضا بمكان كذا من المدينة، وإنى أعطيت بها مائة ألف، وقد أحببت أن أبيعك إياها، فادفع إلىّ تمنها، فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن إليه، فبلغ ذلك الحسين عليه السلام، فكتب إلى معاوية:
«أما بعد: فإنك غررت غلاما من بنى هاشم، فابتعت منه أرضا لا يملكها، فاقبض من الغلام ما دفعته إليه، واردد إلينا أرضنا».
[١٨ - رد معاوية على الحسين]
فبعث معاوية إلى مسلم فأخبره ذلك وأقرأه كتاب الحسين عليه السلام، وقال:
اردد علينا مالنا وخذ أرضك، فإنك بعت مالا تملك، فقال مسلم: أمّا دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا، فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه، وقال: يا بنى هذا والله كلام قاله لى أبوك حين ابتعت له أمّك، ثم كتب إلى الحسين: