للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٣٩ - كتابه إلى أبى بكر بن حزم عامله بالمدينة]

وكتب إلى أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عامله على المدينة:

«أمّا بعد: فإنك كتبت إلى سليمان كتبا لم ينظر فيها حتى قبض رحمه الله، وقد بليت بجوابك فاسمع: كتبت إلى سليمان تذكر أنّه يقطع لعمّال المدينة من بيت مال المسلمين لثمن شمع (١) كانوا يستضيئون به حين يخرجون إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر، وتذكر أنه قد نفد الذى كان يستضاء به، وتسأل أن يقطع لك من ثمنه بمثل ما كان للعمّال، وقد عهدتك وأنت تخرج من بيتك فى الليلة المظلمة الماطرة الوحلة بغير سراج، ولعمرى لأنت يومئذ خير منك اليوم والسلام».

وفى رواية أخرى أنه كتب إليه:

«أما بعد فقد قرأت كتابك الذى كتبت به إلى سليمان بن عبد الملك، وكنت المبتلى بالنظر فيه دونه، كتبت تسأله أن يقطع لك من الشّمع مثل الذى كان يقطع لمن قبلك وتذكر أن الشمع الذى قبلك قد نفد، ولعمرى قد طالما رأيتك تخرج من منزلك إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الليلة المظلمة الوحلة بغير ضياء، ولعمرى لأنت يومئذ خير منك اليوم، والسلام عليك، وكتبت تسأله أن يقطع لك شيئا من القراطيس مثل الذى كان يقطع لمن قبلك، فأدقّ قلمك، وقارب بين سطورك، واجمع حوائجك، فإنى أكره أن أخرج من أموال المسلمين مالا ينتفعون به، والسلام». (سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزى ص ٨١)

[٣٤٠ - كتاب ابن حزم إليه]

وكتب أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم إلى عمر بن عبد العزيز:

«سلام عليك، أما بعد: فإن أشياخا من الأنصار قد بلغوا أسنانا، ولم يبلغوا


(١) الشمع محركة وتسكين الميم مولد.

<<  <  ج: ص:  >  >>