للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلا بلغه كتابى هذا لمّا (١) نفر إلىّ، فإن كنت مظلوما أعاننى، وإن كنت ظالما استعتبنى، والسلام».

(شرح ابن الحديد م: ٣ ص ٢٩٢، ونهج البلاغة ٢: ٨٢)

[٣٦٥ - كتاب السيدة عائشة إلى السيدة حفصة بنت عمر]

ولما نزل على عليه السلام ذا قار. كتبت السيدة عائشة إلى السيدة حفصة بنت عمر:

«أما بعد، فإنى أخبرك أن عليا قد نزل ذا قار، وأقام بها مرعوبا خائفا، لما بلغه من عدّتنا وجماعتنا، فهو بمنزلة الأشقر، إن تقدّم نحر، وإن تأخر عقر (٢)».

(شرح ابن أبى الحديد م ٣: ص ٢٩٢)

[٣٦٦ - كتاب على إلى طلحة والزبير]

ولما تعبّأ القوم للقتال كتب علىّ عليه السلام إلى طلحة والزبير:

«أما بعد: فقد علمتما- وإن كتمتما- أنّى لم أرد الناس حتى أرادونى (٣)، ولم أبايعهم حتى بايعونى، وإنكما لممّن أرادنى وبايعنى، وإن العامّة لم تبايعنى لسلطان غالب، ولا لعرض حاضر (٤)، فإن كنتما بايعتمانى طائعين فارجعا وتوبا إلى الله من


(١) لما هنا بمعنى إلا كقوله تعالى «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ».
(٢) الشقرة (بالضم) فى الخيل: حمرة صافية يحمر معها العرف والذنب، والعرب تقول: أكرم الخيل وذوات الخير منها شقرها، وفى الأمثال «كالأشقر إن تقدم نحر، وإن تأخر عقر» وهو مثل يضرب لما يكره من وجهين، والعرب تتشاءم من الأفراس بالأشقر، قالوا: كان لقيط بن زرارة يوم جبلة على فرس أشقر، فجعل يقول: أشقر، إن تتقدم تنحر، وإن تتأخر تعقر، وذلك أن العرب تقول شقر الخيل سراعها، وكمتها صلابها، فهو يقول لفرسه: يا أشقر إن جريت على طبعك فتقدمت إلى العدو قتلوك، وإن أسرعت فتأخرت منهزما أتوك من ورائك فغقروك، فاثبت والزم الوقار وانف عنى وعنك العار- انظر مجمع الأمثال للميدانى ج ٢: ص ٥٨.
(٣) أى لم أرد الولاية عليهم حتى أرادوا هم ذلك منى.
(٤) أى لم تبايعنى خوفا من قوة قهرتم بها، ولا طمعا فى حال حاضر فرقته عليهم، وفى رواية ابن أبى الحديد «ولا لحرص حاضر» والمعنى واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>