للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - كتاب المعتصم إلى ملك الروم]

وكتب ملك الروم إلى المعتصم كتابا يتهدده فيه ويتوعده، فأمر بجوابه، فلما قرئت الأجوبة عليه لم يرضها، وقال لبعض الكتاب اكتب، وأملى عليه:

«بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد، فقد قرأت كتابك، وفهمت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدّار».

(زهر الآداب ٣: ٩٢، وصبح الأعشى ١: ١٩٢، ونهاية الأرب ٧: ٢٦١، وأدب الكتاب ص ٢٣٥)

[٥ - كتاب إبراهيم بن المهدى إلى المعتصم]

وشخص المعتصم غازيا إلى بلاد الروم سنة ٢٢٣ هـ، بعد قتل بابك، ففتح عمّوريّة (١)، وكتب إليه إبراهيم بن المهدى يهنئه، بخروجه عن أرض الروم، بعد فتح عمورية:

«الحمد لله الذى تمّم لأمير المؤمنين غزوته، فأذلّ بها رقاب المشركين، وشفى بها صدور قوم مؤمنين، ثم سهّل الله له الأوبة سالما غانما، (وكذا وكذا) وليهنئه ما كتبه الله له مما أحصاه فلا ينساه، ليقفه به موقفا يرضاه، فإنه عز وجل يقول:

«إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ،


(١) عمورية: بلد من بلاد الروم، فتحه المعتصم سنة ٢٢٣ هـ، وكان المنجمون قالوا له: إنا نجد فى كتبنا أن مدينتنا لا تفتح إلا فى وقت إدراك التين والعنب، وبيننا وبين ذلك الوقت أشهر، ويمنعك من المقام البرد والثلج، فأبى أن ينصرف وأكب عليها حتى فتحها، فأبطل ما قالوا، وفى ذلك يقول أبو تمام فى مطلع يائيته المشهورة مهنئا له:
السيف أصدق أنباء من الكتاب ... فى حده الحد بين الجد واللعب
وفيها يقول:
يا يوم وقعة عمورية انصرفت ... عنك المنى حفلا معسولة الحلب

<<  <  ج: ص:  >  >>