للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحرمه وأهله، لقادر أن يغير ذلك، فأنهى (١) هذا الكلام إلى أبى العباس السفّاح، فاستهجن ما فعله عامر ابن إسماعيل، وكتب إليه:

«أما كان لك فى أدب الله ما يزجرك أن تقعد فى مثل تلك الساعة على مهاد مروان وتأكل من طعامه! أما والله لولا أن أمير المؤمنين أنزل ما فعلته على غير اعتقاد منك، ولا نهم على طعام، لمسّك من غضبه، وأليم أدبه، ما يكون لك زاجرا، ولغيرك واعظا، فإذا أتاك كتاب أمير المؤمنين، فتقرّب إلى الله بصدقه تطفى بها غضبه، وصلاة تظهر فيها الخشوع والاستكانة (٢) له، وصم ثلاثة أيام، وتب إلي الله من جميع ما يسخطه ويغضبه، ومر جميع أصحابك أن يصوموا مثل صيامك (٣)». (شرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ٢٠٥)

[٧ - كتاب سليمان بن على إلى أبى العباس]

قال صاحب العقد الفريد:

وكان أشد الناس على بنى أميّة عبد الله بن على، وأحنّهم عليهم سليمان بن على، وهو الذى كان يسميه أبو مسلم «كنف الأمان» وكان يجير كل من استجار به، وكتب إلى أبى العباس:

«يا أمير المؤمنين، إنا لم نحارب بنى أمية على أرحامهم، وإنما حاربناهم على


(١) أنهى الشىء: أبلغه.
(٢) الاستكانة: الخضوع.
(٣) وبمناسبة هذا الخبر أقول: روى المبرد فى الكامل- ج ٢: ص ٢٤٠ - قال: «دخل شبل بن عبد الله مولى بنى هاشم على عبد الله بن على، وقد أجلس ثمانين رجلا من بنى أمية على سمط الطعام فمثل بين يديه فقال:
أصبح الملك ثابت الأساس ... بالبهاليل من بنى العباس
الأبيات ...
(يغريه ببنى أمية ويذكره بما كان منهم من قتل الحسين وزيد بن على وحمزة بن عبد المطلب وإبراهيم الإمام) فأمر بهم عبد الله فشدخوا بالعمد، وبسطت عليهم البسط وجلس عليها ودعا بالطعام، وإنه ليسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعا» اه وروى ابن طباطبا هذا الحادث فى الفخرى ص ١٣٤، غير أنه ذكر أن ذلك كان فى مجلس أبى العباس السفاح، وأن السفاح هذا الذى فعل بهم ما ذكر، فتأمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>