للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٦ - كتابه صلى الله عليه وسلم إلى همدان]

وقدم ذو المشعار مالك بن نمط فى وفد من همدان (١) على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك، فخطب مالك بين يديه، وكتب لهم رسول الله كتابا فيه:

«بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من محمد رسول الله لمخلاف خارف (٢)، وأهل جناب الهضب، وحقاف الرّمل، مع وافدها ذى المشعار مالك بن نمط، ومن أسلم من قومه، على أن لهم فراعها ووهاطها (٣)، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، يأكلون علافها، ويرعون عافيها (٤)، لهم بذلك عهد الله، وذمام رسوله، وشاهدهم المهاجرون والأنصار».

(صبح الأعشى ٢: ٢٤٥، و ٦: ٣٧٤، وسيرة ابن هشام ٢: ٣٨٦)

رواية أخرى

وفى رواية أخرى أن كتابه إليهم:

«إن لكم فراعها ووهاطها وعزازها (٥)، تأكلون علافها، وترعون عفاها (٦)، لنا من دفئهم وصرامهم (٧) ما سلّموا بالميثاق والأمانة، ولهم من الصدقة


(١) قبيلة من اليمن.
(٢) خارف: بطن من همدان. الجناب: الناحية كالجنبة (بالفتح) الحقاف: جمع حقف بالكسر وهو المعوج من الرمل، أو الرمل العظيم المستدير أو المستطيل المشرف، أو هى رمال مستطيلة بناحية الشحر (ساحل البحر بين عمان وعدن، بالفتح ويكسر) ويجمع الحقف أيضا على أحقاف وحقوف.
(٣) الفراع: جمع فرعة كوردة، وهى ما ارتفع من الأرض. الوهاط:
جمع وهطة وهى ما اطمأن من الأرض، لغة فى وهدة.
(٤) جمع عاف (كجبل) وهو ما تعتلفه الدواب من نبات الأرض. العافى: ما ليس لأحد فيه ملك، من قولهم. عفا الأثر إذا درس.
(٥) العزاز: ما صلب من الأرض واشتد وخشن، ويكون ذلك فى أطرافها.
(٦) العفا: العافى، وهو فى العقد واللسان والقاموس بالقصر، وفى الشفاء بالمد.
(٧) الدفء: نتاج الإبل وما ينتفع به منها، سمى دفئا لأنه يتخذ من أوبارها وأصوافها ما يستدفأ به، والمراد هنا الإبل والغنم. الصرام: النخل وأصله قطع الثمرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>