للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن عثمان قتل مظلوما، وأنهم يطلبون بدمه، والله كافيهم بحوله وقوّته، ولولا ما نهانا الله عنه من الخروج، وأمرنا به من لزوم البيوت (١)، لم أدع الخروج إليك، والنّصرة لك، ولكنى باعثة نحوك ابنى، عدل (٢) نفسى، عمر بن أبى سلمة، فاستوص به يا أمير المؤمنين خيرا».

فلما قدم عمر على علىّ عليه السلام، أكرمه ولم يزل مقيما معه حتى شهد مشاهده كلّها، ووجّهه أميرا على البحرين.

(شرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ٧٨)

[٣٤٤ - كتاب الأشتر إلى السيدة عائشة]

وكتب الأشتر من المدينة إلى السيدة عائشة، وهى بمكة:

«أما بعد: فإنك ظعينة (٣) رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد أمرك أن تقرّى فى بيتك، فإن فعلت فهو خير لك، وإن أببت إلا أن تأخذى منسأتك (٤)، وتلقى جلبابك، وتبد للناس شعيراتك، قاتلتك حتى أردّك إلى بيتك، والموضع الذى يرضاه لك ربك».

(شرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ٨٠)

[٣٤٥ - رد السيدة عائشة على الأشتر]

فكتبت إليه فى الجواب:

«أما بعد: فإنك أول العرب شبّ الفتنة، ودعا إلى الفرقة، وخالف الأئمّة، وسعى فى قتل الخليفة، وقد علمت أنك لن تعجز الله حتى يصيبك منه بنقمة ينتصر بها


(١) تشير إلى قوله تعالى «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ».
(٢) العدل بالفتح والكسر والعديل: المثل والنظير.
(٣) يقال للمرأة ظعينة، فعلية بمعنى مفعولة، لأن زوجها يظعن بها، والظعينة فى الأصل وصف للمرأة فى هودجها، ثم سميت بهذا الاسم وإن كانت فى بيتها، لأنها تصير مظعونة.
(٤) المنسأة: العصا. لأن الدابة تنسأ بها أى تزجر وتساق.

<<  <  ج: ص:  >  >>