للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على بيعة ابن الزبير؟ قالوا: بلى، ولكنا لا نسلّم إخواننا، قال: فمروهم فليخرجوا إلى أى بلاد أحبّوا، ولا يفسدوا هذا المصر على أهله، وهم آمنون فليخرجوا حيث شاءوا، فمشى مالك بن مسمع، وزياد بن عمرو، ووجوه أصحابهم إلى المثنى، فأشاروا عليه أن يلحق بصاحبه المختار، فقبل قولهما، وشخص إلى المختار بالكوفة، وأخبره حين قدم عليه بما كان من أمر مالك بن مسمع، وزياد بن عمرو، ومسيرهما إليه وذبّهما عنه حين شخص عن البصرة، فطمع المختار فيهما، فكتب إليهما:

«أما بعد: فاسمعا وأطيعا أوتكما من الدنيا ما شئتما، وأضمن لكما الجنّة».

فقال مالك لزياد: يا أبا المغيرة، قد أكثر لنا أبو إسحاق (١) إعطاءنا الدنيا والآخرة، فقال زياد مازحا لمالك: يا أبا غسّان، أمّا أنا فلا أقاتل نسيئة (٢)، من أعطانا الدراهم قاتلنا معه. (تاريخ الطبرى ٧: ١٠١)

[١٢٩ - كتاب المختار إلى الأحنف بن قيس]

وكتب المختار إلى الأحنف بن قيس:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من المختار بن أبى عبيد إلى الأحنف بن قيس، ومن قبله، فسلم أنتم، أما بعد: فويل أمّ (٣) ربيعة من مضر، فإن الأحنف مورد قومه


(١) كنية المختار.
(٢) النسيئة: التأخير، يقال: بعته بنسيئة: أى بأخرة، ونسأته البيع وأنسأته: أخرته.
(٣) يقال فى المستجاد: «ويلمه». تعجبا منه، وأصله ويل لأمه حذفت اللام لكثرته فى الكلام وحذفت الهمزة من أمه تخفيفا وألقيت حركتها على اللام، ثم ركبوه وجعلوه كالشىء الواحد وهو مدح خرج بلفظ الذم، كما يقولون: أخزاه الله ما أشعره، ولعنه الله ما أسمعه، وفى الحديث قوله لأبى بصير:
«ويلمه مسعر حرب» تعجبا من شجاعته وجرأته وإقدامه- ومسعر حرب كمنبر أى موقد نارها، من سعر النار والحرب كمنع: أوقدها- وقول المختار: «ويل أم ربيعة». يقصد به مدح عبد القيس، وهم من ربيعة- فهم بنو عبد القيس بن جديلة بن أسد بن ربيعة- لما كان منهم من إيواء داعية المثنى بن مخربة العبدى والذب عنه، وقوله «من مضر» يعنى أنه يمدح ربيعة، ويفضلها على مضر، يقصد الأحنف بن قيس، وهو من تميم وتميم من مضر: - فهم بنو تميم بن طابخة بن إلياس بن مضر- لما كان من الأحنف فى أمر المثنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>