للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحاربه إن حاربت حرّ بن حرّة ... وإلّا فسلم لا تدبّ عقاربه (١)

فإن عليّا غير ساحب ذيله ... على خدعة، ما سوّغ الماء شاربه (٢)

فلا تدعنّ الملك والأمر مقبل ... وتطلب ما أعيت عليه مذاهبه

فإن كنت تنوى أن تجيب كتابه ... فقبّح ممليه وقبّح كاتبه

وإن كنت تنوى أن تردّ كتابه ... وأنت بأمر لا محالة راكبه

فألق إلى الحىّ اليمانين كلمة ... تنال بها الأمر الذى أنت طالبه

تقول: أمير المؤمنين أصابه ... عدوّ، وما لا هم عليه أقاربه (٣)

أفانين: منهم قائل ومحرّض ... بلا ترة كانت، وآخر سالبه (٤)

وكنت أميرا قبل بالشأم فيكم ... فحسبى وإياكم من الحق واجبه

تجيبوا (ومن أرسى ثبيرا مكانه) ... تدافع بحر لا تردّ غواربه (٥)

فأقلل وأكثر، ما لها اليوم صاحب ... سواك، فصرّح، لست ممن تواربه (٦)

(شرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٥٠)

[٣٨٤ - كتاب الوليد بن عقبة إلى معاوية]

وكتب الوليد أيضا إلى معاوية يستبطئه فى الطلب بدم عثمان، ويحرّضه، وينهاه عن قطع الوقت بالمكاتبة:

ألا أبلغ معاوية بن حرب ... فإنك من أخى ثقة مليم (٧)


(١) لا تدب عقاربه: أى لا تشوبه شائبة ولا يفسده شئ (ويقولون أيضا للرجل الذى يقترض أعراص الناس: إنه لتدب عقاربه).
(٢) ما: مصدرية ظرفية، وساغ الشراب يسوغ: سهل مدخله فى الحلق، وأساغ فلان الشراب: ابتلعه (وسوغ مثله).
(٣) أمير المؤمنين أى عثمان، ومالاهم مسهل عن مالأهم، أى ساعدهم وشايعهم.
(٤) أفانين جمع أفنون كعصفور: وهو النوع والضرب من الشئ كالفن (وجاء أفانين جمع جمع لفنن بالتحريك وهو الغصن).
(٥) ثبير: جبل بمكة، وغوارب الماء: أعالى موجه.
(٦) المواربة: المخادعة والمداهاة.
(٧) ألام الرجل فهو مليم: أتى ما يلام عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>