للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٤٢ - رد ابن عباس على علىّ

فكتب إليه ابن عباس:

«أما بعد: فقد أتانى كتابك تعظّم علىّ أمانة المال الذى أصبت من بيت مال البصرة، ولعمرى إن حقى فى بيت مال الله أكثر من الذى أخذت والسلام».

(العقد الفريد ٢: ٢٤٣، وشرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ٦٤)

٥٤٣ - رد علىّ على ابن عباس

فكتب إليه علىّ:

«أما بعد: فإن العجب كل العجب منك أن تزيّن لك نفسك أن لك فى بيت الله من الحق أكثر ممّا لرجل من المسلمين، قد أفلحت إن كان تمنّيك الباطل وادّعاؤك ما لا يكون، ينجيك من الإثم، ويحلّ لك ما حرّم الله عليك، عمرك الله (١)! إنك لأنت البعيد البعيد (٢)، وقد بلغنى أنك اتخذت مكة وطنا، وضربت بها عطنا (٣)، تشترى المولّذات من مكة والمدينة والطائف، وتختارهنّ على عينك. وتعطى فيهن مال غيرك (٤)، فارجع هداك الله إلى رشدك، وتب إلى الله ربّك، واخرج إلى المسلمين من أموالهم، فعمّا قليل تفارق من ألفت، وتترك ما جمعت، وتغيّب فى صدع (٥) من الأرض، غير موسّد ولا ممهّد، قد فارقت


(١) عمرك الله عمر اسم بمعنى التعمير، نصب على معنى عمرتك الله: أى سألت الله تعميرك أى أن يطيل عمرك، فعمرك مفعول ثان لفعل محذوف ولفظ الجلالة مفعول أول، أو هو من الأسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إضمار الفعل، وأصله من عمرتك الله تعميرا فحذفت زيادته، فعمرك مصدر نائب عن فعله والله مفعوله، أو هو على معنى بتعميرك الله أى بإقرارك له بالبقاء، فعمرك منصوب بنزع الباء القسمية مضاف إلى فاعله والله مفعوله.
(٢) وفى شرح ابن أبى الحديد «إنك لأنت المهتدى السعيد إذن».
(٣) العطن: مبرك الإبل.
(٤) روى صاحب العقد عقب ذلك: «وإنى أقسم بالله ربى وربك ورب العزة ... الخ» وقد تقدم.
(٥) فى شق: أى فى قبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>