وكان بين عمرو بن مسعدة وبين إبراهيم بن العباس الصّولى (ابن عمه) مودة، فحصل لإبراهيم ضائقة بسبب البطالة فى بعض الأوقات، فبعث له عمرو مالا، فكتب إليه إبراهيم:
«سأشكر عمرا ما تراخت منيّتى ... أيادى لم تمنن وإن هى جلّت
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذا النّعل زلّت
رأى خلتى من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلّت»
(وفيات الأعيان ١: ٣٩١)
[٣٢٣ - كتاب أبى جعفر الكرمانى إلى المأمون]
ورفع أبو جعفر الكرمانى إلى المأمون رقعة يقول فيها:
«ثقتى من أمير المؤمنين باعتنائه، تمنعنى من استبطائه، ومعرفتى بأشغاله، تدعونى إلى إذ كاره، ولا آمن بين منع الثقة ودعاء المعرفة، اخترام (١) قرب الأجل بعد أملى، إذ كانت الآجال آفات الآمال، نفّس الله لأمير المؤمنين فى أجله، وبلّغه منتهى أمله». (اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٦٣)