للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٣٢ - كتاب ابى الربيع محمد بن الليث إلى جعفر بن يحيى]

«وكتب جعفر بن يحيى إلى محمد (١) بن الليث بستوصفه الخطّ، فكتب إليه»:

«أما بعد، فليكن قلمك بحريا، لا متينا ولا رقيقا ما بين الرّقّة والغلظ، ضيّق النّقب (٢)، فابره بريا مستويا كمنقار الحمامة، اعطف بطنه، ورقّق شفتيه، وليكن مدادك فارسيّا، خفيفا إذا وزنته، فانقعه ليلة ثم صفّه فى الدّواة، وليكن قرطاسك رقيقا مستوى النّسج، تخرج السّحاة (٣) مستوية من أحد الطّرفين إلى آخره، فليست تستقيم السطور إلا فيما كان كذلك، وليكن أكثر تمطيطك فى طرف القرطاس الذى فى يسارك، وأقلّه فى الوسط، ولا تمطّ فى الطرف الآخر، ولا تمط كلمة ثلاثة أحرف ولا أربعة ولا تترك الأخرى بغير مطّ، فإنك إذا قرنت القليل كان قبيحا، وإذا جمعت الكثير كان سمجا.

ثم ابتدئ الألف برأس القلم كله واخططه بعرضه واختمه بأسفله، واكتب الياء والتاء والسين والشين والمطة العليا من الصاد والضاد والطاء والظاء والكاف والعين والغين، ورأس كل مرسل، برأس القلم، واكتب الجيم والحاء والخاء والدال والذال والراء، والمطة السفلى من الصاد والضاد والطاء والظاء والكاف والعين والغين بالسّنّ السفلى من القلم، وامطط بعرض القلم، والمطّ نصف الخط، ولا يقوى عليه إلا العاقل، ولا أحسب العاقل يقوى عليه أيضا إلا بالنظر إلى اليد فى استعمالها الحركة والسلام».

(العقد الفريد ٢: ١٨١)


(١) هو أبو الربيع محمد بن الليث، من موالى بنى أمية، وكتب ليحيى بن خالد، وكان بليغا مترسلا كاتبا فقيها متكلما بارعا واعظا فى رسائله- انظر ترجمته فى الفهرست لابن النديم ص ١٧٥.
(٢) النقب: الثقب، بالفتح فيهما.
(٣) سحاة القرطاس: ما أخذ منه: وسحا القرطاس وسحاه: أخذ منه سحاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>