للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أخذ فى وصيتهم بالمهدىّ، وإذ كارهم البيعة له، وحضّهم على القيام بدولته، والوفاء بعهده ... إلى آخر الكتاب.

قال النوفلى: قال أبى: وكان هذا شيئا وضعه الربيع.

ثم أخذ الربيع البيعة منهم لمحمد المهدى.

(تاريخ الطبرى ٩: ٣٢٤)

[٩٧ - كتاب لجبل بن يزيد تعزية وتهنئة للمهدى]

فإنّه من أقرّ له بالقدرة، واعترف له بالرّبوبيّة، لم ينكر مواقع أقداره، وما مضت به سنّته على إحلالها فى الأوّلين والآخرين. وإنّ الخبر أتانا بوافد أمير المؤمنين المهدىّ بأنها (١) كانت بيعة سليمة مباركة، لم يطلع أحدا من الناس فيها اعتراض ولا خلاف بقول ولا فعل، بل استفاض به الرّضا والغبطة، وظهر السرور من العامّة والخاصّة، واجتمع فى ذلك أمران: مصيبة لا تعدلها المصائب، ولا توازيها الفجائع، وعائدة (٢) من الله تعظم عن كل ما عسى واصف أن يصفه من أهلها، أو يعظّم من وجوه شكر الله فيها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، إعظاما للرزيّة، وإقرارا بالقصيّة، واعترافا لله بالقدرة.

والحمد لله على ما تلافى به عباده فى بلائه، من نعمته التى لمّ بها الشّعث (٣)، وجبر بها المصيبة وشدّ بها أركان الإسلام وأهله، وأعظم بالمصيبة مصيبة نزلت، وأعظم بالنعمة نعمة حدثت. وإن أحقّ من انتصح لله فى قضائه، واعترف بوجود حسن بلائه، من علم أن الفجائع أمر جرت به سنن الله بين عباده تذكيرا وتحذيرا، ومن به انقادت معرفتها، ووفعت حجح الله على العباد فيها، ولولا ذلك لم يكن لمعزّ


(١) الأصل «كأنها» وهو تحريف.
(٢) العائدة: المنفعة.
(٣) الشعث: انتشار الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>