للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠٠ - كتاب له فى المودة]

«وقد أصبحت للوسائل إليك أسباب، وللحقوق إليك دواع، منها ما يشهدك ممن خالطك وكثر لقاؤه لك، ومنها ما غاب عنك، من مؤدّ لحقك، وعارف بفضلك، مناصح لك، مدّخر لموضع ذلك إذا هومتّ (١) به إليك، وليس من كان له نصيب من مخالطتك، بأوجب حقّا ممن له فضل فى أداء حقك، ولا أحسب أحدا ممن طالت لك خلطته (٢)، يبلغ من المعرفة بحقك، وما جعل الله فيك من الفضل، ما بلغ (٣) أصحاب النصيحة وإظهار المودة والسرور بما أحدث الله لك من الزيادة، وقد أحببت- إذ كنت على ذلك لك، وأحرزت حظى من معرفة فضلك- أن أحرز حظى فى موقع ذلك لى عندك، وأن تجرى المكاتبة، وكذا .... ».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٤٠٩)

[١٠١ - عهد من المهدى إلى أحد ولاته]

«هذا ما عهد به عبد الله المهدىّ محمد أمير المؤمنين إلى فلان، حين ولّاه ثغر أرمينية والباب والأبواب (٤)، حربها وخراجها وصدقاتها وجميع أعمالها.

أمره بتقوى الله فى سرائره وعلانيته، والاعتصام بالله والعمل بطاعته، والإيثار لحقّه على ما سواه، والمراقبة له والخشية منه، والحفظ لدينه وأمانته، والانتهاء إلى ما يحقّ عليه فيما وافقه وخالفه، فإن الله لا يضيع لمحسن أجرا، ولا يصلح لمفسد عملا.

وأمره أن يشعر قلبه مخافة الله وهيبته، وأن يعلم أنه لا حول ولا قوة فى شىء


(١) أى توسل.
(٢) الخلطة بالكسر: العشرة (وبالضم: الشركة).
(٣) فى الأصل «بل أبلغ من أصحاب ... » وهو تحريف.
(٤) قال ياقوت فى معجم الأدباء ٢: ٩ «باب الأبواب، ويقال له الباب غير مضاف، والباب والأبواب، ... مدينة على بحر طبرستان. وهو بحر الخزر».

<<  <  ج: ص:  >  >>