«وصل كتابك، فما رأيت كتابا أسهل فنونا، ولا أملس متونا، ولا أكثر عيونا، ولا أحسن مقاطع ومطالع منه، أنجزت فيه عدة الرأى، وبشرى الفراسة، وعاد الظنّ يقينا، والأمل مبلوغا، والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات».
(العقد الفريد ٢: ١٩٦)
[٤٠ - كتابه إلى أبى تمام الطائى]
وكتب الحسن بن وهب إلى أبى تمام الطائى:
«أنت- حفظك الله- تحتذى من البيان فى النّظام، مثل ما يقصد بحر فى الدّرر من الأفهام، والفضل لك- أعزّك الله- إذ كنت تأتى به فى غاية الاقتدار، على غاية الاقتصار، فى منظوم الأشعار، فتحلّ متعقّده، وتربط متشرّده، وتنظم أشطاره، وتجلو أنواره، وتفصّله فى حدوده، وتخرجه فى قيوده، ثم لا تأتى به مهما اقتبسته مشتركا فيلبس، ولا متعقّدا فيطول، ولا متكلّفا فيحول، فهو كالمعجزة، تضرب فيها الأمثال، ويشرح فيها المقال، فلا أعدمنا الله هداياك واردة، وفرائدك وافدة».
(زهر الآداب ٣: ١٥٤)
[٤١ - كتاب له]
«لا ترض لى بيسير النظر، فإنى لم أرض لك بيسير الشكر، وضع عنى مؤنة التقاضى، ما وضعت عنك مؤنة الإلحاح، وأحضر قلبى من ذكرك ما هو أكفى من قعودى بصدد عينك، فإنى أحقّ من فعلت ذاك به، كما أنك أحقّ من فعله بى، وحقّق الظنّ، فليس وراءك مذهب، ولا عنك مقصّر».