وكتب أبو بكر رحمه الله إلى المهاجر بن أبى أميّة، وهو على قتال كندة بحضرموت حين ارتدت:
«إذا جاءكم كتابى هذا ولم تظفروا، فإن ظفرتم بالقوم فاقتلوا المقاتلة، واسبوا الذّرّيّة إن أخذتموهم عنوة أو ينزلوا على حكمى، فإن جرى بينكم صلح قبل ذلك، فعلى أن تخرجوهم من ديارهم، فإنى أكره أن أقرّ أقواما فعلوا فعلهم فى منازلهم، ليعلموا أن قد أساءوا، وليذوقوا وبال بعض الّذى أتوا».
(تاريخ الطبرى ٣: ٢٧٤)
[٧١ - كتاب أبى بكر إلى عمال الردة]
وكتب أبو بكر رضى الله عنه إلى عمال الرّدّة:
«أما بعد: فإنّ أحبّ من أدخلتم فى أموركم إلىّ من لم يرتدّ، ومن كان ممن لم يرتد، فأجمعوا على ذلك، فاتخذوا منها صنائع، وأذنوا لمن شاء فى الانصراف، ولا تستعينوا بمرتدّ فى جهاد عدو».
(تاريخ الطبرى ٣: ٢٧٦)
[٧٢ - كتاب أبى بكر إلى المهاجر بن أبى أمية]
ووقع إلى المهاجر بن أبى أمية امرأتان مغنّيتان، غنّت إحداهما بشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطع يدها، ونزع ثنيّتها (١)، فكتب إليه أبو بكر رحمه الله:
«بلغنى الذى سرت به فى المرأة التى تغنّت وزمرت بشتيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلولا ما قد سبقتنى فيها لأمرتك بقتلها، لأن حدّ الأنبياء ليس يشبه الحدود، فمن تعاطى ذلك من مسلم فهو مرتدّ، أو معاهد فهو محارب غادر».
(تاريخ الطبرى ٣: ٢٧٧)
(١) الثنية: واحدة الثنايا من الأسنان، وهى الأربع التى فى مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من أسفل.