للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٦ - كتاب حبيب بن مسلمة إلى أهل تفليس]

روى الطبرى قال:

«وكفر أهل أرمينية زمان معاوية (١)، وقد أمّر حبيب بن مسلمة على الباب وحبيب يومئذ بجرزان (٢)، وكاتب أهل تفليس وتلك الجبال، ثم ناجزهم حتى استجابوا، واعتقدوا من حبيب، وكتب بينه وبينهم كتابا بعد ما كاتبهم.

وكان كتابه إليهم:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من حبيب بن مسلمة إلى أهل تفليس من جرزان أرض الهرمز، سلم أنتم، فإنى أحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو، فإنه قد قدم علينا رسولكم «تفلى» فبلّغ عنكم وأدّى الذى بعثتم، وذكر «تفلى» عنكم أنا لم نكن أمة فيما تحسبون، وكذلك كنّا حتى هدانا الله عز وجل بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأعزّنا بالإسلام بعد قلة وذلة وجاهلية (٣)، وذكر «تفلى» أنكم أحببتم سلمنا، فما كرهت والذين آمنوا معى، وقد بعثت إليكم عبد الرحمن بن جزء السّلمىّ، وهو من أعلمنا، من أهل العلم بالله، وأهل القرآن، وبعثت معه بكتابى بأمانكم، فإن رضيتم دفعه إليكم، وإن كرهتم آذنكم بحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين». (تاريخ الطبرى ٤: ٢٦)

[٤٧ - عهد حبيب بن مسلمة لأهل تفليس]

«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من حبيب بن مسلمة لأهل تفليس من جرزان أرض الهرمز بالأمان على أنفسكم وأموالكم وصوامعكم وبيعكم (٤) وصلواتكم،


(١) أى نقضوا الأمان الذى كان كتبه لهم سراقة بن عمرو فى خلافة عمر بن الخطاب (انظر جمهرة رسائل العرب ج ١: ص ٢٤٧).
(٢) اسم لناحية بأرمينية، وكانت قصبتها تفليس.
(٣) الجاهلية: هى الحال التى كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكبر والتجبر، وغير ذلك.
(٤) الصومعة: متعبد النصارى، وكذا البيعة بالكسر، والصغار: الذل.

<<  <  ج: ص:  >  >>