للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٦ - كتاب أبى داود إلى أبى مسلم]

فكتب أبو داود إلى أبى مسلم:

«إنا لم نخرج لمعصية خلفاء الله، وأهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا تخالفنّ إمامك، ولا ترجعنّ إلا بإذنه».

فرجع إلى أبى جعفر، فأمهله ثم قتله (١). (وكان ذلك سنة ١٣٧ هـ).

(تاريخ الطبرى ٩: ١٦٣)

٢٧ - رسالة عبد الله بن المقفع فى الصحابة «كتبها للمنصور»

«أما بعد- أصلح الله أمير المؤمنين، وأتمّ عليه النعمة، وألبسه المعافاة والرحمة- فإن أمير المؤمنين- حفظه الله- يجمع مع علمه المسألة والاستماع، كما كان


(١) سار أبو مسلم إلى أبى جعفر فلما دنا من المدائن أمر أمير المؤمنين الناس فتلقوه، فلما دخل على أبى جعفر أدناه وأكرمه، ثم قال له انصرف يا عبد الرحمن فأرح نفسك وادخل الحمام ثم اغد علىّ، فللما أصبح أرسل إليه فأتاه، وكان المنصور قد أحضر أربعة ممن يثق بهم من الحرس، وقال لهم:
كونوا خلف الرواق فإذا صفقت فاخرجوا فاقتلوه، فلما دخل عليه أبو مسلم قال له: أخبزنى عن سيفين وجدتهما فى عسكر عبد الله بن على، فقال أبو مسلم: هذا أحدهما. وكان فى يده سيف، فأخذه أبو جعفر ووضعه تحت فراشه، ثم أقبل عليه يعاتبه ويقرعه، ويقول له: فعلت وفعلت، وهو يعتذر إليه مما اتهمه به، حتى قال له: فمراغمتك وخروجك إلى خراسان؟ قال. خفت أن يكون قد دخلك منى شىء، فقلت آتى خراسان فأكتب إليك بعذرى، ثم قال له: يا أمير المؤمنين ليس يقال هذا لى بعد بلائى وما كان منى، فقال: يا بن الخبيثة، والله لو كانت مكانك أمة سوداء لفعلت ما فعلت، إنما عملت ما عملت فى دولتنا وبريحنا، ولو كان ذلك إليك ما قطعت فتيلا، ثم ضرب بيديه فخرج أولئك النفر فخبطوه بالسيوف، فصاح: يا أمير المؤمنين استبقنى لعدوك، فقال المنصور: لا أبقانى الله إذن، وأى عدو لى أعدى منك! ثم أمر به فلف فى بساط.
ودخل عيسى بن موسى بعد قتله- وكان قد كفل بأمانه حين أمنه المنصور- فقال: يا أمير المؤمنين، أين أبو مسلم. قال: قد كان هاهنا آنفا، فقال عيسى: با أمير المؤمنين قد عرفت طاعته ونصيحته ورأى الإمام إبراهيم كان فيه، فقال: يا أنوك (أى يا أحمق) والله ما أعلم فى الأرض عدوا أعدى لك منه، هاهو ذاك فى البساط، فقال عيسى: إنا لله وإنا إليه راجعون؛ فقال له المنصور: خلع الله قلبك، وهل كان لكم ملك أو سلطان أو أمر أو نهى مع أبى مسلم! - انظر تاريخ الطبرى (٩: ١٦٧ والفخرى ص ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>