للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله وكتابه والبعث بعد الموت، وأوفى بعهد الله، ولم يكن من الخائنين.

أما بعد: فإنى أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيه، والعمل بالحق، وبما أمر الله فى كتابه، فمن رجع إلى أهله منكم، وكفّ يده، واعتزل هذا المارق الهالك الحارب (١) الذى جاء يحارب الله ورسوله والمسلمين، وسعى فى الأرض فسادا، فله الأمان على ماله ودمه، ومن تابعه على حربنا، والخروج من طاعتنا، استعنّا بالله عليه، وجعلنا الله بيننا وبينه، وكفى بالله نصيرا».

وأخرج معقل راية أمان فنصبها وقال: من أتاها من الناس فهو آمن، إلا الخرّيت وأصحابه الذين حاربونا وبدءونا أول مرة، فتفرّق عن الخريت جلّ من كان معه من غير قومه».

(تاريخ الطبرى ٦: ٧٣، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٦٩)

[٤٨١ - كتاب معقل بن قيس إلى على]

وعبّا معقل بن قيس أصحابه، ثم زحف بهم نحو الخرّيت، وقد حضر معه قومه مسلموهم، ونصاراهم ومانعة الصّدقة منهم، واقتتلوا قتالا شديدا، وقتل الخريت وقتل معه فى المعركة سبعون ومائة، وذهب الباقون يمينا وشمالا.

وسبى معقل رجالا كثيرا ونساء وصبيانا، ثم نظر فيهم: فأما من كان مسلما فخلّاه وأخذ بيعته وترك له عياله، وأما من كان ارتدّ فعرض عليهم الإسلام فرجعوا وخلّى سبيلهم، إلا شيخا منهم نصرانيّا أبى فقدّمه فضرب عنقه، وأخذ من المسلمين عقالين (٢)، وعمد إلى النصارى وعيالهم فاحتملهم مقبلا بهم، وكتب إلى علىّ:


(١) أى السالب الناهب، حربه يحربه حربا كطلبه يطلبه طلبا: إذا أخذ ماله وتركه بلا شئ، وفى ابن أبى الحديد «المحارب».
(٢) العقال: زكاة عام من الإبل والغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>