ولم يزل يزدجرد يثير أهل فارس، أسفا على ما خرج منهم، فتحركوا وكاتبوا أهل الأهواز، وتعاقدوا وتواثقوا على النّصرة، وبلغ ذلك عمر، فكتب إلى سعد- أمير الكوفة-:
أن ابعث إلى الأهواز بعثا كثيفا مع النّعمان بن مقرّن وعجّل، وابعث سويد ابن مقرّن، وعبد الله بن ذى السّهمين، وجرير بن عبد الله الحميرى، وجرير ابن عبد الله البجلى، فلينزلوا بإزاء الهرمزان حتى يتبيّنوا أمره.
(تاريخ الطبرى ٤: ٢١٥)
[٢٣٦ - كتاب عمر إلى أبى موسى]
وكتب إلى أبى موسى- أمير البصرة-:
«أن ابعث إلى الأهواز جندا كثيفا، وأمّر عليهم سهل بن عدىّ أخا سهيل ابن عدىّ، وابعث معه البراء بن مالك، وعاصم بن عمرو، ومجزأة بن ثور، وكعب بن سور، وعرفجة بن هرثمة، وحذيفة بن محصن، وعبد الرحمن بن سهل، والحصين بن معبد، وعلى أهل الكوفة، وأهل البصرة جميعا أبو سبرة بن أبى رهم، وكل من أتاه ممدّ له».
وخرجت جيوش المسلمين إلى الأهواز، والهرمزان يومئذ برامهرمز، فلما سمع بمسيرهم إليه بادرهم الشّدّة، واقتتل الفريقان قتالا شديدا، وهزم الهرمزان، ولحق يتستر، فتبعه المسلمون إليها، وحاصروها ثم فتحوها وأسروا الهرمزان، وأوفده أبو سبرة إلى عمر، وقد أسلم بين يديه.