للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٩ - رد الحسن على معاوية]

فأجابه الحسن:

«أما بمد: فقد وصل إلىّ كتابك تذكر فيه ما ذكرت، وتركت جوابك خشية البغى عليك، وبالله أعوذ من ذلك، فاتّبع الحق تعلم أنى من أهله، وعلىّ إثم أن أقول فأكذب، والسلام». (شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ١٣)

[١٠ - كتاب معاوية إلى عماله]

فلما وصل كتاب الحسن إلى معاوية قرأه، ثم كتب إلى عماله على النواحى بنسخة واحدة:

«من عبد الله معاوية أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان، ومن قبله من المسلمين، سلام عليكم، فإنى أحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد: فالحمد لله الذى كفاكم مؤنة (١) عدوكم، وقتلة خليفتكم، إن الله بلطفه وحسن صنعه أتاح لعلىّ بن أبى طالب رجلا من عباده فاغتاله فقتله، فترك أصحابه متفرقين مختلفين، وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم، فأقبلوا إلىّ حين يأتيكم كتابى هذا بجهدكم وجندكم، وحسن عدّتكم، فقد أصبتم بحمد الله الثأر، وبلغتم الأمل، وأهلك الله أهل البغى والعدوان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وأقبل معاوية بجيشه قاصدا إلى العراق. (شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ١٣)


(١) المؤنة: الثقل، وفيها لغات إحداها. مئونة على وزن فعولة بفتح الفاء وبهمزة مضمومة، والثانية:
مئونة بهمزة ساكنة كغرفة، والثالثة: مونة كسورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>