للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب فى الدين، على كل أناس حصّتهم من جانبهم الذى قبلهم، وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة، مع البرّ الحسن من أهل هذه الصحيفة، وأن البرّ دون الإثم، لا يكسب كاسب إلا على نفسه، وأن الله على أصدق ما فى هذه الصحيفة وأبرّه، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم، وأنه من خرج آمن، ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم أو أثم، وأن الله جار لمن برّ واتقى، ومحمد رسول الله (١)».

(سيرة ابن هشام ١: ٣٠١)

[٢ - كتاب الصلح بينه صلى الله عليه وسلم وبين قريش عام الحديبية]

ولما صدّت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة البيت الحرام عام الحديبية (٢) - سنة ستّ للهجرة- وكان بينه وبينهم ما كان (٣)، بعثوا إليه سهيل بن عمرو فى طلب الصلح، فدعا صلى الله عليه وسلم علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه فقال: اكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم» فقال سهيل: لا أعرف هذا (٤)، ولكن


(١) وجاء فى الروض الأنف للسهيلى شرح السيرة النبوية لابن هشام: «وقال أبو عبيد فى كتاب الأموال: إنما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب قبل أن تفرض الجزية، وإذ كان الإسلام ضعيفا، قال: وكان لليهود إذ ذاك نصيب فى المغنم إذا قاتلوا مع المسلمين كما شرط عليهم فى هذا الكتاب النفقة معهم فى الحروب».
(٢) الحديبية: بئر بقرب مكة على طريق جدة، ثم أطلق على الموضع، وكان عليه الصلاة والسلام قد نزل بها حين قصد إلى مكة لزيارة البيت سنة ست هجرية.
(٣) بعث صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضى الله عنه إلى قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم ما أرسل به، فقالوا له: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به. فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان قد قتل.
فقال عليه الصلاة والسلام: لا نبرح حتى نناجز القوم، ودعا الناس إلى البيعة على قتال قريش، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة. وذلك قوله تعالى: «لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» ولما علمت قريش بهذه البيعة خافوا وجنحوا إلى الصلح.
(٤) وفى صحيح البخارى: «أما الرحمن فو الله ما أدرى ما هى؟ ».

<<  <  ج: ص:  >  >>