للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يضحكنى كما أضحك منى، ويمحو بحسنه وفراهته، ما سطّره المعيب بقبحه ودمامته (١)، ولست أذكر أمر سرجه ولجامه، فإن الوزير أكرم من أن يسلب ما يهديه، أو ينقض ما يمضيه».

فوجّه عبيد الله إليه برذونا (٢) من براذينه بسرجه ولجامه، ثم اجتمع مع محمد ابن عبيد الله عند أبيه، فقال عبيد الله: شكوت دابة محمد، وقد أخبرنى الآن أنه يشتريه منك بمائة دينار، وما (٣) هذا ثمنه لا يشتكى! فقال: أعز الله الوزير، لو لم أكذب مستزيدا (٤)، لم أنصرف مستفيدا، وإنى وإياه لكما «قالت امرأة العزيز:

الآن حصحص (٥) الحقّ، أنا راودته عن نفسه وإنّه لمن الصّادقين» فضحك عبيد الله وقال: حجتك الداحضة (٦)، بملاحتك وظرفك، أبلغ من حجة غيرك البالغة.

(زهر الآداب ٢: ١٦٥)

[٧٨ - كتاب عبد الله بن خاقان إلى أبى الجهم]

ولعبد الله (٧) بن خاقان إلى أبى الجهم.

«أما بعد فإنى إن بدأت بصفة فضلك، وما خصّك الله به، فأنت أفضل مما أصفك، وإن قدّمت الصفة لنفسى فى الإخبار عنها بما هى عليه فى المودة والهوى، رأيتك قد ابتدأت متفضّلا متطوّلا بما لا يؤمل أكثر منه، ولا يلتمس على الاستحقاق فى حدّ الجزاء».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٩٤)


(١) الدمامة: القبح.
(٢) البراذين من الخيل: ما كان من غير نتاج العراب.
(٣) «ما» هنا موصولة.
(٤) استزاد فلان فلانا: إذا عتب عليه فى أمر لم يرضه.
(٥) حصحص: تبين وظهر.
(٦) حجة داحضة: باطلة.
(٧) ربما كان «عبيد الله».

<<  <  ج: ص:  >  >>