وكتب معاوية إلى عبد الله بن عمر كتابا خاصّا دون كتابه إلى أهل المدينة:
«أما بعد: فإنه لم يكن أحد من قريش أحبّ إلىّ أن يجتمع الناس عليه بعد قتل عثمان منك، فذكرت خذلك إياه، وطعنك على أنصاره، فتغيّرت لك، وقد هوّن ذلك علىّ خلافك عليّا (١) وطعنك عليه، ومحا عنك بعض ما كان منك، فأعنّا يرحمك الله على حق هذا الخليفة المظلوم، فإنى لست أريد الإمارة عليك، ولكنى أريدها لك، فإن أنت أبيت كانت شورى بين المسلمين».
(الإمامة والسياسة ١: ٧٥، وشرح ابن أبى الحديد م ١ ص ٢٦٠)
[٣٩٦ - رد ابن عمر على معاوية]
فكتب إليه عبد الله بن عمر:
«أما بعد: فإن الرأى الذى أطمعك فىّ هو الذى صيّرك إلى ما صيّرك إليه، تركت عليّا فى المهاجرين والأنصار، وتركت طلحة والزبير وعائشة وأتّبعك! وأمّا قولك إنى طعنت على علىّ، فلعمرى ما أنا كعلى فى الإسلام والهجرة ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أحدث أمرا لم يكن إلينا فيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، ففزعت إلى الوقوف، وقلت: إن كان هذا هدى، ففضل تركته، وإن كان ضلالة، فشرّ منه نجوت، فأغن عنى نفسك، والسلام».
(الإمامة والسياسة ١: ٧٦، وشرح ابن أبى الحديد م ١ ص ٢٦٠)
(١) قال الطبرى (ج ٥: ص ١٥٤) «وبايع الناس عليا بالمدينة، وتربص سبعة نفر فلم يبايعوه منهم سعد بن أبى وقاص، ومنهم ابن عمر، وصهيب، وزيد بن ثابت، ومحمد بن مسلمة، وسلمة بن رقش، وأسامة بن زيد».