(٢) كانت سمية أم زياد قد وهبها أبو الخير بن عمرو الكندى للحارث بن كلدة الثقفى، وكان طبيبا يعالجه، فولدت له على فراشه نافعا، ثم ولدت أبا بكرة، فأنكر لونه، وقيل له: إن جاريتك بغى، فانتفى من أبى بكرة ومن نافع، وزوجها عبيدا وكان عبدا لابنته، فولدت على فراشه زيادا، (فى السنة الأولى من الهجرة كما جاء فى الطبرى ٢: ٢٥٩) فلما كان يوم الطائف نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما عبد نزل فهو حر، وولاؤه لله ورسوله» فنزل أبو بكرة وأسلم ولحق برسول الله، فقال الحارث بن كلدة لنافع: أنت ابنى فلا تفعل كما فعل هذا، يريد أبا بكرة، فلحق به (العقد الفريد ٣: ٢). وقد قدمنا لك أخبار زياد واستلحاق معاوية إياه- انظر الجزء الأول ص ٣٣٥، ص ٥١١ والجزء الثانى ص ٣٤، ومنذ استلحاقه (سنة ٤٤ هـ) أصبح هو وذريته يعدون فى سلالة أبى سفيان ويعتبرون من قريش، وبعد قليل أصبحت سلالة أبى بكرة مولى رسول الله تعد فى ثقيف. فلما كانت خلافة المهدى أمر برد آل أبى بكرة من نسبهم فى ثقيف إلى ولاء رسول الله صلى الله عليه وسلم-