للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعلت لك منه عبد الله بن محمد (١) أمير المؤمنين، أعزّ الله نصره، وأمر بإنفاذ لكم، فاطمئنّ إلى ما جعلت لك من الأمان والعهود والمواثيق، وثق بالله وبأمير المؤمنين فيما سلّم منه ورضى به، وجعلته لك، ولمن معك على نفسى، ولك علىّ الوفاء بهذه العهود والمواثيق والذّمم أشدّ ما أخذ الله وحرّمه وما أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلم، فإنه جعله كتابا مبينا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ونورا وحجّة على العباد، حتى ألقى الله وأنا عليه، وأنا أشهد الله وملائكته ورسله، ومن قرئ عليه كتابى هذا من المسلمين والمعاهدين بقبول هذه العهود والمواثيق، وإقرارى بها على نفسى، وتوكيدى فيها، وعلى تسليمى لك ما سألت، لا يغادر منها شىء، ولا ينكث عليك فيها، وأدخلت فى أمانك هذا جميع من قبلى من شيعة أمير المؤمنين من أهل خراسان، ومن لأمير المؤمنين عليه طاعة من أهل الشام والحرب وأهل الذّمة، وجعلت لك أن لا ترى منى انقباضا ولا مجانبه ولا ازورارا (٢) ولا شيئا تكرهه فى دخولك علىّ إلى مفارقتك إياى، ولا ينال أحدا معك أمر يكرهه، وأذنت لك ولهم فى المسير والمقام، وجعلت لهم أمانا صحيحا، وعهدا وثيقا، وأن عبد الله بن محمد (٣) إن نقض ما جعل لكم فى أمانكم هذا، فنكث أو غدر بكم، أو خالف إلى أمر تكرهه، أو تابع على خلافه أحدا من المخلوقين فى سرّ أو علانية، أو أضمر لك فى نفسه غير ما أظهر لك، أو أدخل عليكم شيئا فى أمانه، وما ذكر لك من تسليم أمير المؤمنين، التماس الخديعة والمكر بك وإدخال المكروه عليك، أو نوى غير ما جعل لك من الوفاء لك به، فلا قبل الله منه صرفا ولا عدلا (٤)، وهو برىء من محمد بن على، وهو يخع أمير المؤمنين، ويتبرّأ من طاعته، وعليه ثلاثون حجّة (٥) يمشيها من موضعه الذى هو به من مدينة واسط


(١) يعنى أبا العباس السفاح.
(٢) أى انحرافا.
(٣) يعنى نفسه.
(٤) الصرف: التوبة، والعدل: الفدية، - انظره بتوسع فى الجزء الأول ص ٢٧.
(٥) قال صاحب القاموس: والحجه (بالكسر) المرة الواحدة، شاذ، لأن القياس الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>