للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أما بعد: فقد كان من أمر على وطلحة والزبير ما قد بلغك، وقد سقط إلينا مروان بن الحكم فى نفر (١) من أهل البصرة، وقدم علينا جرير بن عبد الله فى بيعة علىّ، وقد حبست (٢) نفسى عليك، فاقدم على بركة الله أذا كرك أمورا لا تعدم صلاح مغبّتها إن شاء الله»

(الإمامة والسياسة ١: ٧٢، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ١٣٦ وص ٢٤٩)


- وذكروا أنه قال له: يا عمرو اتبعنى، قال: لماذا؟ للآخرة؟ فو الله ما معك آخرة، أم للدنيا؟
فو الله لا كان، حتى أكون شريكك فيها، قال: فأنت شريكى فيها، قال: فاكتب لى مصر وكورها طعمة، فكتب له، وكتب فى آخر الكتاب: «وعلى عمرو السمع والطاعة» قال عمرو: اكتب إن السمع والطاعة لا ينقضان من شرطه شيئا، قال معاوية: لا ينظر الناس إلى هذا، قال عمرو: حتى تكتب، فكتب، ما يجد بدا من كتابتها، وقيل إنه كتب عليه «ولا ينقض شرط طاعة» فقال عمرو: يا غلام اكتب «ولا تنقض طاعة شرطا» وقال عمرو فى ذلك:
معاوى لا أعطيك دينى ولم أنل ... به منك دنيا، فانطرن كيف تصنع
فإن تعطنى مصرا، فأربح صفقة ... أخذت بها شيخا يضر وينفع
(انظر تاريخ الطبرى ج ٥: ص ١٠٨ - ١١١ وص ٢٣٤، ومروج الذهب ٢: ٤، والعقد الفريد ٢: ٢٣٨، والكامل للمبرد ١: ١٥٥، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ١٣٧).
أما قول عثمان لعمرو: «يا بن النابغة» فشتم له، والنابعة أم عمرو، قال ابن أبى الحديد فى شرحه (م ٢: ص ١٠٠): «فأما النابغة فقد ذكر الزمخشرى فى كتاب ربيع الأبرار قال: كانت النابغة أم عمرو بن العاص أمة لرجل من عنزة (بالتحريك) فسبيت، فاشتراها عبد الله بن جدعان التيمى بمكة فكانت بغيا ثم أعتقها، فوقع عليها أبو لهب بن عبد المطلب وأمية بن خلف الجمحى وهشام بن المغيرة المخزومى وأبو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمى فى طهر واحد، فولدت عمرا، فادعاه كلهم فحكمت أمه فيه، فقالت: هو من العاص بن وائل، وذاك لأن العاص كان ينفق عليها كثيرا، قالوا: وكان أشبه بأبى سفيان، وفى ذلك يقول أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب فى عمرو:
أبوك أبو سفيان لا شك قد بدت ... لنا فيك منه بينات الدلائل
وقال أبو عمر بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب: كان اسمها سلمى، وتلقبت بالنابغة بنت حرملة من بنى حلان بن عنزة بن أسد، أصابها سباء فصارت إلى العاص بن وائل بعد جماعة من قريش فأولدها عمرا، ويقال: إنه جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرا وهو على المنبر من أمه؟ فسأله، فقال: أمى سلمى بنت حرملة تلقب بالنابغة من بنى عنزة، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه بن المغيرة، ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان، ثم صارت إلى العاص بن وائل فولدت فأنجبت، فإن كان جعل لك شيئا فخذه (انظر أيضا العقد الفريد ١: ١٨) وقال المبرد فى الكامل اسمها ليلى، وذكر هذا الخبر وقال: إنها لم تكن «فى موضع مرضى ... ».
ورأيى فيما روى من نسب عمرو بن العاص أن الإسلام يجب ما قبله.
(١) فى الإمامة والسياسة: «فى رافضة» والمراد بالرافضة هنا من رفضوا طاعة على.
(٢) وفى الإمامة والسياسة «وقد حسبت» وحسبه كنصره: عده.

<<  <  ج: ص:  >  >>