للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: قل له فليخرج إلى ماله بينبع (١) فلا أغتمّ به ولا يغتمّ بى، فخرج علىّ إلى ينبع، فكتب إليه عثمان حين اشتد الأمر:

«أما بعد: فإنه قد بلغ السّيل الزّبى (٢)، وجاوز الحزام الطّبيين (٣)، وتجاوز الأمر بى قدره (٤)، وطمع فىّ من لا يدفع عن نفسه (٥).

وإنك لم يفخر عليك كفاخر ضعيف ... ولم يغلبك مثل مغلّب (٦)

ورأيت القوم لا يقصّرون دون دمى، فأقبل إلىّ، على أىّ أمريك أحببت: معى كنت أو علىّ، صديقا كنت أو عدوّا.

فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلى ... وإلّا فأدركنى ولمّا أمزّق (٧)

فرجع علىّ.

(الكامل للمبرد ١: ٩، والعقد الفريد ٢: ٢٢٤، وزهر الآداب ١: ٤٤، ومجمع الأمثال ١: ١١١، وجمهرة الأمثال ١: ١٥٥، وصبح الأعشى ٦: ٣٨٨، والإمامة والسياسة ١: ٢٨، وإعجاز القرآن ص ١١٩)

***


(١) وكان فيها نخل للامام على.
(٢) الزبى جمع زبية كفرصة: وهى حفرة تحفر فى ربوة من الأرض وتغطى ويجعل عليها طعم، فيراه الأسد من بعيد فيأتيه. فاذا استوى عليها انقض غطاؤها فيهوى فيها، وأصل الزبية: الرابية لا يعلوها الماء، فاذا بلغها السيل كان جارفا مجحفا. وهو مثل يضرب للأمر يبلغ غايته فى الشدة والصعوبة.
(٣) الطبى بالضم والكسر لذات الحافر والسباع كالضرع لغيرها والجمع أطباء. وهو مثل يضرب أيضا عند بلوغ الشدة منتهاها، ورواية الكامل للمبرد: «فانه قد جاوز الماء الزبى، وبلغ الحزام الطبيين».
(٤) ورواية الإمامة والسياسة: «وارتفع أمر الناس فى شأنى فوق قدره وزعموا أنهم لا يرضون دون دمى».
(٥) ورواية العقد: «وطمع فى من كان يضعف عن نفسه».
(٦) المغلب: المغلوب مرارا (وهو أيضا المحكوم له بالغلبة ضد) ورواية زهر الآداب بدل هذا البيت: «ولم يعجزك كلئيم، ولم يغلبك كمغلب» ورواية الإمامة والسياسة بين هذا البيت والذى بعده:
«وقد كان يقال: أكل السبع خير من افتراس الثعلب، فأقبل على أولى».
(٧) ورواية الكامل للمبرد والعقد وإعجاز القرآن وصبح الأعشى والإمامة والسياسة «فكن خير آكل» وقال صاحب زهر الآداب: «وهذا البيت للممزق العبدى، وبه سمى الممزق، واسمه شاس وإنما تمثل به عثمان رضى الله عنه، وحذاق أهل النظر يدفعون هذا ويستشهدون على فساده بأحاديث تناقضه ليس هذا موضعها».

<<  <  ج: ص:  >  >>