(٢) الجزية: الخراج الذى يضرب عليهم كل عام. واليد: الذلة والاستسلام، أى حتى يؤدوها منقادين خاضعين، أو عن يدهم أى مسلمين بأيديهم غير باعثين بأيدى غيرهم، واليد أيضا: القدرة والقوة: أى عن قدرة عليهم وغلب، أو عن قدرة منهم على الدفع وغنى، ولذلك قيل لا تؤخذ من الفقير. واليد: النعمة والصنيعة، أى عن إنعام عليهم وإحسان فإن إبقاءهم بالجزية نعمة عليهم، أو معناه: نقدا مسلمة عن يد إلى يد لا نسيئة، وهم صاغرون: أى أذلاء منقادون لحكم الإسلام، فهو توكيد لقوله: «عن يد» على المعنى الأول، والآية من سورة التوبة. (٣) وروى أن هرقل لما رجع إلى حمص دار ملكه، كان له فيها قصر عظيم، فأغلق أبوابه، وأمر مناديا ينادى: ألا إن هرقل قد آمن بمحمد واتبعه، فأقبلت الأجناد فى سلاحها، وطافت بقصره تريد قتله، فأرسل إليهم إنى أردت اختبار صلابتكم فى دينكم، فقد رضيت، فرضوا عنه. وفى صحيح البخارى: «وسار هرقل إلى حمص فأذن لعظماء الروم فى دسكرة له بحمص (والدسكرة بفتح الدال والكاف: بناء للملوك يشبه القصر حوله بيوت للخدم والحشم)، ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر-