للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وساورت الشيعة ريبة فيما ادعاه المختار من أن ابن الحنفية بعث به إليهم، فأوفدوا وفدا منهم إلى ابن الحنفية يستثبت منه، فقالوا له: إن المختار قد قدم علينا وهو يزعم أنه جاءنا من تلقائكم، وقد دعانا إلى الطلب بدماء أهل البيت، فبايعناه على ذلك، فإن أمرتنا باتباعه اتبعناه، وإن نهيتنا عنه اجتنبناه، فقال لهم: أما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم إلى الطلب بدمائنا، فو الله لوددت أن الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه، فخرجوا من عنده وهم يقولون، قد أذن لنا، قد قال: لوددت أن الله انتصر لنا ...... ولو كره لقال: لا تفعلوا، وجاءوا المختار فقالوا: قد أمرنا بنصرتك، فكبّر واستبشر، واستجمعت له الشيعة وحدبت (١) عليه:

ودعا أصحاب المختار إبراهيم بن الأشتر أن ينضم إلى زمرتهم، فقال لهم: إنى قد أجبتكم إلى ما دعوتمونى إليه من الطلب بدم الحسين وأهل بيته، على أن تولونى الأمر، فقالوا: هذا المختار قد جاءنا من قبل المهدىّ، وهو الرسول، والمأمور بالقتال، وقد أمرنا بطاعته فلم يجبهم ابن الأشتر، فانصرفوا إلى المختار، فأخبروه بما ردّ عليهم، فسار المختار إلى ابن الأشتر فقال له: هذا كتاب إليك من المهدى محمد ابن أمير المؤمنين الوصىّ يسألك أن تنصرنا وتؤازرنا، فإن فعلت اغتبطت، وإن لم تفعل فهذا الكتاب حجة عليك، ودفع إليه الكتاب، ففض خاتمه وقرأه فإذا فيه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد المهدىّ إلى إبراهيم بن مالك الأشتر، سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو. أما بعد: فإنى قد بعثت إليكم بوزيرى، وأمينى ونجيبى (٢) الذى ارتضيته لنفسى، وقد أمرته بقتال عدوى، والطّلب بدماء أهل بيتى، فانهض معه بنفسك وعشيرتك ومن أطاعك، فإنك لو نصرتنى، وأجبت دعوتى، وساعدت وزيرى، كانت لك عندى بذلك فضيلة، ولك بذلك أعنّة


(١) عطفت.
(٢) النجيب: المنتجب أى المختار، انتجب فلان فلانا إذا استخلصه واصطفاه اختيارا على غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>