وقال الأصمعى: أصله فى قوم سافروا ومعهم نحى سمن، فانصب على أديم لهم، فكرهوا ذلك، فقيل لهم: ما نقص من سمنكم زاد فى أديمكم. (٢) أول من قال هذا المثل معن بن عطية المذحجى. وذلك أنه كانت بينهم وبين حى من أحياء العرب حرب شديدة، فمر معن فى حملة حملها برجل من حزبه صريعا فاستغاثه وقال: امنن على كفيت البلاء، فارسلها مثلا، فأقامه معن وساربه حتى بلغه مأمنه، ثم عطف أولئك القوم على مذحج فهزموهم وأسروا معنا، وأخا له يقال له روق- وكان يضعف ويحمق- فلما انصرفوا إذا صاحب معن الذى نجاه أخو رئيس القوم فناداه معن، وقال: يا خير جاز بيد أوليتها نج منجيك. فعرفه صاحبه فقل لأخيه: هذا المان على ومنقذى بعد ما أشرفت على الموت. فهبه لى، فوهبه له فخلى سبيله، وقال: إنى أحب أن أضاعف لك الجزءا، فاختر أسيرا آخر، فاختار معن أخاه روقا، ولم يلتفت إلى سيد مذحج وهو فى الأسارى، ثم انطلق معن وأخوه راجعين، فمن با سارى قومهما، فسألوا عن حاله فأخبرهم الخبر، فقالوا لمعن: قبحك الله! تدع سيد قومك وشاعرهم لا تفكه وتفك أخاك هذا الأنوك الغسل الرذل، فو الله مانكأ جرحا، ولا أعمل رمحا، ولا ذعر سرحا، وإنه لقبيح المنظر، سيء المخبر، لئيم، فقال معن. «غثك خير من سمين غيرك» فأرسلها مثلا. (٣) الأسل: الرماح، واحدته أسلة. (٤) الخصاص: الفقر كالخصاصة. (٥) اطلعت فى خلال اشتغالى بهذا المؤلف على تحقيق وشرح لكتاب البخلاء لأستاذى الجليلين على بك الجارم، وأحمد بك العوامرى، وقد استعنت بمجهودهما الموفق فى هذه الرسالة، فلهما منى ومن قراء العربية جزيل الشكر.