للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عهدين، عهد فيهما بالخلافة من بعده للأمين، ثم من بعد الأمين للمأمون، وأشهد فيهما، وأمر بتعليقهما فى داخل الكعبة، وتقدّم إلى حجبتها فى حفظهما ومنع من أراد إخراجهما والذهاب بهما.

ونسخة عهد الأمين- كما رواه الطبرى-:

«بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب لعبد الله هرون أمير المؤمنين، كتبه محمد بن هارون أمير المؤمنين فى صحّة من عقله، وجواز من أمره، طائعا غير مكره:

إن أمير المؤمنين ولّانى العهد من بعده، وصيّر البيعة لى فى رقاب المسلمين جميعا، وولّى عبد الله بن هرون أمير المؤمنين العهد والخلافة وجميع أمور المسلمين بعدى، برضا منى وتسليم، طائعا غير مكره، وولّاه خراسان وثغورها وكورها وحربها وجندها وخراجها وطرازها (١) وبريدها وبيوت أموالها وصدقاتها وعشرها وعشورها وجميع أعمالها فى حياته وبعده.

وشرطت لعبد الله هرون أمير المؤمنين، برضا منى وطيب نفسى، أنّ لأخى عبد الله بن هرون علىّ الوفاء بما عقد له هرون أمير المؤمنين، من العهد والولاية والخلافة وأمور المسلمين جميعا بعدى، وتسليم ذلك له، وما جعل له من ولاية خراسان وأعمالها كلّها وما أقطعه أمير المؤمنين من قطيعة، أو جعل له من عقدة (٢) أو ضيعة من ضياعه، أو ابتاع من الضّياع والعقد، وما أعطاه فى حياته وصحته، من مال أو حلىّ أو جوهر أو متاع أو كسوة أو منزل أو دوابّ أو قليل أو كثير، فهو لعبد الله بن هرون أمير المؤمنين موفّرا مسلّما إليه، وقد عرفت ذلك كله شيئا شيئا.


(١) الطراز: ما ينسج من الثياب للسلطان، والموضع الذى تنسج فيه الثياب الجياد، فارسى معرب، وقد جاء فى تاريخ الطبرى (١٠: ١٣٩) أنه كان للطراز دور كدور ضرب النقود.
(٢) العقدة: الضيعة والعقار الذى اعتقده صاحبه ملكا (واعتقد الضيعة والمال: اقتناهما).

<<  <  ج: ص:  >  >>