للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له فى ذلك، وإدهان (١) منه فيه، لأحد من ولد آدم، ولا يحكم فى أمرهم ولا أحد من قضاته ومن عماله وممن كان بسبب منه، بغير حكم عبد الله ابن أمير المؤمنين ورأيه ورأى قضاته.

وإن نزغ (٢) إليه أحد ممن ضمّ أمير المؤمنين إلى عبد الله ابن أمير المؤمنين، من أهل بيت أمير المؤمنين وصحابته وقواده وعماله وكتّابه وخدمه ومواليه وجنده، ورفض اسمه ومكتبه ومكانه مع عبد الله ابن أمير المؤمنين، عاصيا له أو مخالفا عليه، فعلى محمد ابن أمير المؤمنين ردّه إلى عبد الله ابن أمير المؤمنين بصغر (٣) له وقماء، حتى ينفذ فيه رأيه وأمره.

فإن أراد محمد ابن أمير المؤمنين خلع عبد الله ابن أمير المؤمنين عن ولاية العهد من بعده، أو عزل عبد الله ابن أمير المؤمنين عن ولاية خراسان وثغورها وأعمالها، والذى من حدّ عملها مما يلى همذان، والكور التى سماها أمير المؤمنين فى كتابه هذا، أو صرف أحد من قوّاده الذين ضمّهم أمير المؤمنين إليه ممن قدم قرماسين، أو أن ينتقصه قليلا أو كثيرا مما جعله أمير المؤمنين له، بوجه من الوجوه، أو بحيلة من الحيل، صغرت أو كبرت، فلعبد الله بن هرون أمير المؤمنين الخلافة بعد أمير المؤمنين، وهو المقدّم على محمد ابن أمير المؤمنين، وهو ولىّ الأمر من بعد أمير المؤمنين، والطاعة من جميع قواد أمير المؤمنين هرون من أهل خراسان وأهل العطاء وجميع المسلمين فى جميع الأجناد والأمصار، لعبد الله ابن أمير المؤمنين، والقيام معه والمجاهدة لمن خالفه، والنصر له والذّبّ عنه، ما كانت الحياة فى أبدانهم، وليس لأحد منهم جميعا من كانوا أو حيث كانوا أن يخالفه، ولا يعصيه، ولا يخرج من طاعته، ولا يطيع محمد ابن أمير المؤمنين فى خلع عبد الله بن هرون أمير المؤمنين، وصرف العهد عنه


(١) الإدهان. إظهار خلاف ما يضمر والغش.
(٢) أى مال.
(٣) الصغر: كعنب، والصغار بالفتح: الذل، وكذا القماء والقماءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>